للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ومما أثبته الله لنفسه من الصفات: محبته لعباده التي دلت عليها الأدلة من الكتاب ومن السنة ومن الإجماع.

قال ابن القيم : "وجميع طرق الأدلة: عقلاً، ونقلاً، وفطرةً، وقياساً، واعتباراً، وذوقاً، ووجداً؛ تدل على إثبات محبّة العبد لربّه والرّب لعبده" (١).

فمن الكتاب: قوله تعالى في حق نبيه موسى : ﴿وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾ [سورة طه: ٣٩]، وقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [سورة البقرة: ٢٢٢]، وقوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ [سورة آل عمران: ٣١].

ومن السنة: ما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث سعد بن أبي وقاص أن النبي قال: "إن الله يحب العبد التقي، الغني، الخفي" (٢).

وقوله : "الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله" (٣).

وأما الإجماع: فقد نقله غير واحد من أهل العلم.

يقول ابن تيمية : "فإنَّ الكتاب والسّنة وإجماع المسلمين أثبتت محبّة الله لعباده المؤمنين ومحبتهم له، وقد أجمع سلف الأمّة وأئمتها على إثبات محبّة الله تعالى لعباده المؤمنين، ومحبتهم له، وهذا أصل دين الخليل إمام الحنفاء " (٤).

ويقول ابن أبي العز: " ومذهب السلف وسائر الأئمة إثبات صفة الغضب، والرضى، والعداوة، والولاية، والحب، والبغض، ونحو ذلك من الصفات، التي ورد بها الكتاب والسنة،


(١) مدارج السالكين: ابن القيم (٣/ ٢٠).
(٢) أخرجه مسلم: كتاب الزهد والرقائق، برقم: (٢٩٦٥)
(٣) أخرجه البخاري: كتاب مناقب الأنصار، باب حب الأنصار من الإيمان، برقم: (٣٧٨٣)، وأخرجه ومسلم: كتاب الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي من الإيمان، برقم: (٧٥).
(٤) مجموع الفتاوى: ابن تيمية (٢/ ٣٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>