للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

القرطبي: "معنى: ﴿كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ﴾ أي: العذاب الذي وعدهم به يونس أنه ينزل بهم، لا أنهم رأوه عِيانا ولا مخايلة" (١).

الطيبي: " ﴿فَلَوْلَا كَانَتْ﴾: فهلا كانت ﴿قَرْيَةٌ﴾ واحدة من القرى التي أهلكناها، تابت عن الكفر، وأخلصت الإيمان قبل المعاينة وقت بقاء التكليف" (٢).

أصحاب القول الثاني:

الطبري: " معنى الكلام: فما كانت قرية آمنت عند معاينتها العذاب ونزول سخط الله بها بعصيانها ربها واستحقاقها عقابه، فنفعها إيمانها ذلك في ذلك الوقت، كما لم ينفع فرعون إيمانه حين أدركه الغرق بعد تماديه في غيه واستحقاقه سخط الله بمعصيته. ﴿إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ﴾ فإنهم نفعهم إيمانهم بعد نزول العقوبة وحلول السخط بهم " (٣).

الزجاج: "وقوم يونس - واللَّه أعلم - لم يقع بهم العذاب، إنما رأوا الآية التي تدل على العذاب، فلما آمنوا كُشِفَتْ عنهم" (٤).

ابن كثير: "إلا قوم يونس، وهم أهل نِينَوَى (٥)، وما كان إيمانهم إلا خوفا من وصول العذاب الذي أنذرهم به رسولهم، بعد ما عاينوا أسبابه" (٦).

البقاعي: " ﴿إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ﴾ فإنهم آمنوا عند المخايل وقت بقاء التكليف فنفعهم ذلك فإنهم ﴿لَمَّا آمَنُوا﴾ ودل على أنه قد كان أظلهم بقوله: ﴿كَشَفْنَا﴾ أي بعظمتنا ﴿عَنْهُمْ﴾ أي حين إيمانهم، روي أنه لم يبق بينهم وبين العذاب إلاّ قدر ميل" (٧).


(١) الجامع لأحكام القرآن: القرطبي (١١/ ٥٦).
(٢) فتوح الغيب: الطيبي (٧/ ٥٧٣).
(٣) جامع البيان: الطبري (١٢/ ٢٩١).
(٤) معاني القرآن: الزجاج (٣/ ٣٤).
(٥) نينوى: وهي قرية يونس بن متى، ، بالموصل، وبسواد الكوفة ناحية يقال لها نينوى منها كربلاء التي قتل بها الحسين، . ينظر: معجم البلدان: الحموي (٥/ ٣٣٩).
(٦) تفسير القرآن العظيم: ابن كثير (٤/ ٤٢٥).
(٧) نظم الدرر: البقاعي (٩/ ٢٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>