والصد عن سبيله والعداوة لأهل دينه وغير ذلك من معاصي الله محيط بجميعه، حافظ له لا يعزب عنه شيء منه، حتى يوفيهم جزاءهم على ذلك كله ويذيقهم عقوبته عليه" (١).
ابن تيمية: "والله تعالى محيط بالمخلوقات كلها إحاطة تليق بجلاله" (٢).
السعدي: "يجعل الله مكرهم في نحورهم لأنه محيط بهم علمه وقدرته فلا منفذ لهم عن ذلك ولا يخفى عليهم منهم شيء" (٣).
أصحاب القول الثاني: وهم المخالفون لأهل السنة من المعتزلة والأشاعرة:
القاضي عبد الجبار: " ﴿إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ المراد إحاطة علمه بما نعمل، وذلك مشبه بالجسم المحيط بغيره، فكما أن ذلك الغير لا يخرج عما أحاط به فكذلك أعمالنا لا تخرج عن أن تكون معلومة لله وذلك من الله ترغيباً في عمل الخير والتحذير من المعاصي" (٤).
الزمخشري: " ﴿وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ﴾ إحاطة الله بالكافرين مجاز. والمعنى أنهم لا يفوتونه كما لا يفوت المحاط به المحيط به حقيقة" (٥).
الخفاجي: " ﴿وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ﴾ مجازاً عن قدرته عليهم ففيه استعارة، شبه اقتداره عليهم وكونهم في قبضة تصرّفه بإحاطة الجيش بالعدوّ بحيث لا يفوته ولا ينجيه منه حيلة وخداع" (٦).
الآلوسي: " ﴿وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ﴾ إحاطته تعالى به مجاز تشبيها لحال قدرته الكاملة التي لا يفوتها المقدور أصلا بإحاطة المحيط بالمحاط بحيث لا يفوته، فيكون في الإحاطة
(١) جامع البيان: الطبري (٥/ ٧٢٥). (٢) مجموع الفتاوى: ابن تيمية (٦/ ٥٦٧). (٣) تيسير الكريم الرحمن: السعدي (ص: ١٤٤). (٤) تنزيه القرآن عن المطاعن: القاضي عبد الجبار (ص: ٩٧). (٥) الكشاف: الزمخشري (١/ ٨٦). وانظر: مدارك التنزيل: النسفي (١/ ٦٠)، وانظر: غرائب القرآن: النيسابوري (١/ ١٧٧). (٦) عناية القاضي: الشهاب الخفاجي (١/ ٤٠١).