السمعاني:"فإن قال قائل: كيف عرف هذا؟ وكيف رأى جبريل من بين سائر الناس؟ والجواب عنه من وجهين: أحدهما: أن أمه لما ولدته في السنة التي كان يقتل فيها الأنبياء، وضعته في كهف حذرا عليه، فبعث الله جبريل ليربيه ويغذيه لما قضى الله على يده من الفتنة، فلما رآه عرفه وأخذ التراب، والوجه الثاني: أن جبريل كان على فرس حصان أبلق، وكان ذلك الفرس تسمى فرس الحياة، وكان كلما وضع (الفرس) حافره على موضع أخضر ما تحت حافره، فعرف أنه فرس الحياة، وكان سمع بذكره، وأن الذي عليه جبريل، فأخذ القبضة"(١).
العز بن عبد السلام:" ﴿الرَّسُولِ﴾ جبريل - ﵇ - عرفه لأنه رآه يوم فلق البحر حين قبض القبضة من أثره، أو عرفه لأنه كان يغذوه صغيراً لما ألقته أمه خوفاً أن يقتله فرعون لما كان يقتل بني إسرائيل فعرفه في كبره"(٢).
القرطبي:"روي في قصص العجل: أن السامري، واسمه موسى بن ظفر، ينسب إلى قرية تدعى سامرة. ولد عام قتل الأبناء، وأخفته أمه في كهف جبل فغذاه جبريل فعرفه لذلك"(٣).
العُليمي:" فإن قيل: كيف عرف جبريل ورآه من بين سائر الناس؟ قيل: لأن أمه لما ولدته في السنة التي يقتل فيه البنون، وضعته في كهف حذرا عليه، فبعث الله ﷿ جبريل ﵇ ليربيه لما قضى على يديه من الفتنة"(٤).
أصحاب القول الثاني:
أبو مسلم الأصبهاني: " ليس في القرآن تصريح بهذا الذي ذكره المفسرون - يعني
(١) تفسير القرآن: السمعاني (٣/ ٣٥٢)، وانظر: معالم التنزيل: البغوي (٥/ ٢٩٢)، وانظر: لباب التأويل: الخازن (٣/ ٢١١). (٢) تفسير القرآن: العز بن عبد السلام (٢/ ٣١١). (٣) الجامع لأحكام القرآن: القرطبي (٩/ ٣٣٣)، وانظر: أنوار التأويل: البيضاوي (٤/ ٣٧). (٤) فتح الرحمن: العليمي (٤/ ٣٢١).