الأولى: أن في إسنادها القاسم شيخ الطبري، ولم يجزم أحد من أهل العلم باسمه والحكم عليه جرحًا أو تعديلا، بحسب اطلاع الباحث.
الثانية: أن في إسنادها الحسين بن داود المصيصي، ويُلقب بـ (سُنيد)، وهذا وإن كان قد وثقه بعض أهل العلم دون بعض، إلا أنه على القول بتوثيقه فقد تُكُلِّم في روايته عن الحجاج بن محمد الأعور.
قال أبو بَكْر الخلال: ونرى أن أحاديث الناس عَنْ حجاج صحاح صالحة إلا ما روى سنيد من هذه الأحاديث (١).
الثاني: أن تربية جبريل ﵇ للسامري في صغره مما لا يجوز عقلا في حق الملائكة، إذ ليس من صفات الملائكة الكرام تربية الصغار، وإرضاعهم العسل واللبن، لا سيما جبريل ﵇ الموكل بالوحي.
وإذا كان جبريل ﵇ يُرضع العسل واللبن للسامري، فهذا يدل على أن السامري كان عمره دون السنتين، وليس من المعقول أن يتذكر السامري ويعرف جبريل ﵇ في كبره بعد كل تلك السنين، لا سيما إذا كان السامري عمره دون السنتين، إذ يصعب عليه تحديد ذوات الأشخاص ومعرفتهم، وثباتهم في ذاكرته إلى وقت طويل من الزمن، والله أعلم.
تنبيه:
استدل أبو مسلم الأصبهاني بقوله المتقدم بأن يكون المراد بالرسول موسى ﵇، وليس جبريل ﵇ بأدلة، وقد أوردها الآلوسي في تفسيره وأجاب عليها بما يفي تمامًا، مما لا يسع المقام لإيرادها (٢).