للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الأول: الشواهد من الآيات القرآنية التي تدل على أن المراد من النظر الرؤية، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي﴾

والشاهد: أن النظر الذي في الآية مُعدى بقوله ﴿إِلَيْكَ﴾ والنظر المُعدى بإلى لا يجوز في كلام العرب أن يراد به إلا نظر العين (١)، وقد عبَّر عن النظر بالرؤية، فدل على أنه إن نظر إليه فقد رآه.

وأيضًا: في قوله تعالى: ﴿انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ﴾ مما يدل على أن المراد من النظر هو الرؤية الحسية الحقيقية، وإلا كيف يستقيم المعنى إذا كان النظر إلى الجبل بمعنى النظر الغير حسي، أو العقلي أو غير ذلك من المعاني!.

الثاني: ما صح في السنة النبوية مما يدل على أن النظر يوم القيامة هو بمعنى رؤيته تعالى، ما جاء في حديث أبي هريرة : "أن الناس قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله : هل تضارون في القمر ليلة البدر؟. قالوا: لا يا رسول الله، قال: فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: فإنكم ترونه كذلك" (٢)، الحديث.

والشاهد من الحديث: قوله : "فإنكم ترونه كذلك"، ولم يقل: تنظرون إليه، على التسليم بأن النظر يختلف عن الرؤية، مما يدل صراحة على ثبوت الرؤية الحقيقية.

الثاني: من حيث اللغة: فإن المتقرر عند أهل اللغة جواز أن يكون المراد من النظر: الرؤية بالعين والقلب، ورأيتُه رُؤْيَةً ورَأْياً وراءَةً ورَأْيَةً ورِئْياناً وارْتَأَيْتُه واسْتَرْأَيْتُه، وتقول: تَراءَيْنا الهلال أي: تكلفنا النظر إليه هل نراه أم لا، وتقول: انطلق بنا حتى نهل الهلال أي


(١) انظر: تمهيد الأوائل: الباقلاني (ص: ٣٠٩).
(٢) أخرجه البخاري، كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: ﴿وجوه يومئذ ناضرة﴾، برقم: (٧٤٣٧)، وأخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية، برقم: (١٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>