للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وغيرها كثير، والله أعلم.

وأما النَّقض: فهو "نكثُ الشيء" (١)، ويقال: ناقضني ناقضته: أَي يَنْقُضُ قَوْلِي وأَنْقُضُ قَوْلَهُ، وناقضَه فِي الشَّيْءِ مُناقَضةً ونِقاضاً: خالَفَه (٢).

ويُعرّف في الإصطلاح بأنه: "إبطال دليله المعلل بعد تمامه متمسكا بشاهد يدل على عدم استحقاقه للاستدلال به لاستلزامه فسادا" (٣).

وهو يُرادف التعقب من حيث الجملة، إلا أنه يزيد على التعقب مرتبة في الشدة، لأن النقض إبطال الشيء من أصله وأساسه، بخلاف التعقب الذي يدور حول معنى الابطال إلا أنه لا يصل إلى درجة النقض، كأن تكون المسائل المُتعقب عليها توصف بأن فيها نظر أو توصف أو أنها ضعيفة، ونحو ذلك من الألفاظ.

ومما يُمثّل عليه بالنقض: ما ألفه بعض الأعلام في نقض أصول أهل البدع كنقض الإمام عثمان بن سعيد الدارمي على بشر المريسي (٤)، ونقض التأسيس المُسمى ببيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (٥)، ففي هذين الكتابين وغيرهما اتيان على أصول أهل البدع من الجهمية وغيرهم ونقضها عروة عروة.

فالملاحظ أن هذه الألفاظ تدور حول محور واحد في استعمالها العلمي، فكل لفظ منهن يأتي تبعًا للنص، وفيها تعقب اللاحق السابق، سواء أكان ذلك بتتبع واستدراك أو نقد أو نقض.


(١) مقاييس اللغة: ابن فارس (٥/ ٤٧٠).
(٢) لسان العرب: ابن منظور (٧/ ٢٤٢).
(٣) دستور العلماء: القاضي الأحمد نكري (٣/ ٢٨٩).
(٤) وهو مطبوع في جزأين بتحقيق: رشيد بن حسن الألمعي، مكتبة الرشد للنشر والتوزيع.
(٥) وهو مطبوع في عشرة أجزاء بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>