للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وسئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز : الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم، هل يأخذ حكمهم؟

فأجاب: "نعم ما فيه شكٌّ، من أثنى عليهم ومدحهم هو داعٍ لهم، يدعو لهم، هذا من دعاتهم، نسأل الله العافية" (١).

والقاسمي له مواقف وجهود عظيمة في نشر السنة وقمع البدعة وتقرير عقيدة السلف لمن اطلع على ما كتبه في كتاب إصلاح المساجد، ودلائل التوحيد، والرسائل المُتبادلة بينه وبين الآلوسي، إلا أن كتاب تاريخ الجهمية الذي ألفه يُعد نقطة سوداء في صفحاته البيضاء، فليس من العدل والانصاف أن تُنسف جهوده في تقرير عقيدة أهل السنة، بسبب ما وقع منه في هذا الكتاب.

ولعل السبب في وقوع القاسمي في مثل هذا الزلل ما يلي:

أولا: أنه قد نشأ على خلاف منهج السلف ثم تعرف عليه في وقت غربة وشدة، فكان ما وقع فيه من اللوث الذي بقي فيه، والله أعلم.

ثانيا: أنه مات شاباً فلم تمتد به الحياة ليدرك خطأه في تلك المسائل، وكان في وقت لا زالت فيه كثير من المخطوطات التي تبين الصواب والحق، فلعله لم يتمكن من الوقوف عليها.

ثالثًا: أن ما ذكره في هذا الكتاب من مسائل لم تكن العمدة في منهجه، فهو مقابل الثناء على الجهمية والمعتزلة كان ينقل عن ابن تيمية وغيره أقوالا تقضي بضلالهم وتضليلهم، دون ردٍ لهذه الأقوال.

رابعً: لم يثبت عن أحدٍ أنه نصح القاسمي بالرجوع عما كتبه في هذا الكتاب، أو أقام عليه الحجة، حتى يُحكم عليه بالتضليل والالحاق بأهل البدع.

خامسًا: أن حب القاسمي للتقريب، والاتحاد بين الفرق الإسلامية ربما هو الذي دفعه


(١) التعليق على كتاب فضل الإسلام: ابن باز (ص: ٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>