وكان مُتأثرا بأئمة الصوفية، فكان ينقل عنهم في تفسيره، كابن عربي (١)، والشعراني (٢) والقاشاني (٣)، والمهايمي (٤).
ومن سنة الله تعالى في عباده أنه يهدي من يشاء منهم ويُضل من يشاء، فرغم تأثر القاسمي بأئمة الصوفية إلا أنه رد من أقوالهم وعقائدهم التي تُخالف الكتاب والسنة وما عليه أهل السنة، فلا يقول بالاتحاد والحلول ولا بالتبرك بالمشايخ والتوسل بهم، حتى الكرامات فلا يعتبر بها إلا بعد عرض عمل صاحبها على الكتاب والسنة، ولعل السبب في عدم تأثره هو ما انتهجه من نهج اتباع الكتاب والسنة وذم التقليد.
ففي تفسيره لقوله تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [سورة يونس: ٦٢] نقل كلامًا عن شيخ الإسلام ابن تيمية من كتابه: الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان مفاده: أن الرجل لا يكون وليًا لله إلا إذا وافق عمله الكتاب والسنة.
وكان ينهى عن الاختلاط بشيوخ التصوف ولو من أجل الاطلاع على أحوالهم؛ فقد زجر تلميذاً له مرة حينما أحب الذهاب لمشاهدة حلقاتهم والسماع لأناشيدهم
(١) وهو: محمد بن علي الطائي، الحاتمي، المعروف بابن عربي، صوفي متكلم، أنكر عليه اهل مصر آراءه، فعمل بعضهم على اراقة دمه، مات بدمشق سنة: ٦٣٨ هـ. من تصانيفه: الفتوحات المكية وفصوص الحكم. ينظر: معجم المؤلفين: رضا كحالة (١١/ ٤٠)، قال عنه ابن حجر: "وقد كنت سألت شيخنا الإمام سراج الدين البلقيني عن ابن عربي فبادر الجواب بأنه كافر" ينظر: لسان الميزان: ابن حجر: (٢/ ١٧٥٣). (٢) وهو: عبد الوهاب بن أحمد بن علي الحَنَفي الشعراني، وكان من أكابر مخرّفي الصوفية الذين تخرّج على أيديهم فئام من الجهلة، مات سنة: ٩٧٣ هـ. من مصنفاته: إرشاد الطالبين إلى مراتب العلماء العالمين و الأنوار القدسية في معرفة آداب العبوديّة. ينظر: الأعلام: الزركلي (٤/ ١٨٠)، وينظر: موسوعة مواقف السلف: المغراوي (٨/ ٥٣٩). (٣) وهو: محمد بن محمد الشهير بمؤمن القاشاني فاضل. من آثاره: كتاب منتخب من احياء العلوم للغزالي، مات سنة: ١٠٣٢ هـ، ينظر: معجم المؤلفين: رضا كحالة (١١/ ٣٠٥). (٤) وهو: على بن احمد بن إبراهيم بن إسماعيل المهائمي، الدكني، الهندي، الحنفي، فقيه، متكلم، مفسر، صوفي، كان يقول بوحدة الوجود، مات سنة: ٨٣٥ هـ. من تصانيفه: الزوارف في شرح عوارف المعارف، شرح فصوص الحكم لابن عربي. ينظر: معجم المؤلفين: رضا كحالة (٧/ ٩) وينظر: الأعلام: الزركلي (٤/ ٢٥٧).