للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والحق هو الذي عليه أهل السنة والجماعة، لثبوت أدلة الرؤية من الكتاب والسنة والإجماع.

فمن الكتاب: قوله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ [سورة القيامة: ٢٣]، وقوله تعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾، والزيادة هي النظر إلى وجهه كما فسر بذلك النبي (١).

ومن السنة: ما أخرجه البخاري بسنده عن جرير بن عبد الله (٢) قال: كنا عند النبي فنظر إلى القمر ليلة، يعني: البدر، فقال: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته" الحديث (٣).

وأما الإجماع: فقد قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي (٤) بعد أن ساق جملة من أحاديث الرؤية: " فهذه الأحاديث كلها أو أكثر منها قد رويت في الرؤية على تصديقها والإيمان بها، أدركنا أهل الفقه والبصر من مشايخنا ولم يزل المسلمون قديماً وحديثاً يرونها ويؤمنون بها، لا يستنكرونها ولا ينكرونها ومن أنكرها من أهل الزيغ نسبوه إلى الضلال بل كان من أكبر رجائهم وأجزل ثواب الله في أنفسهم النظر إلى وجه الله الكريم، خالقهم يوم القيامة حتى ما يعدلون به شيئاً من نعيم الجنة" (٥).


(١) انظر ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم، برقم: (٢٩٧).
(٢) وهو: جرير بن عبد الله بن جابر بن مالك البجلي، الأمير، النبيل، الجميل، أبو عمرو القسري، من أعيان الصحابة، بايع النبي على النصح لكل مسلم، مات سنة إحدى وخمسين. ينظر: سير أعلام النبلاء: الذهبي (٢/ ٥٣٠ - ٥٣٦).
(٣) أخرجه البخاري، كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: ﴿وجوه يومئذ ناضرة﴾، برقم: (٧٤٣٤)، وأخرجه مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل صلاتي الصبح والعصر، برقم: (٢١١).
(٤) وهو: عثمان بن سعيد بن خالد السجستاني الحافظ أبو سعيد الدارمي، محدث هراة وأحد الأعلام الثقات ومن ذكره العبادي في الطبقات قائلا: الإمام في الحديث والفقه، مات سنة ثمانين ومائتين. ينظر: طبقات الشافعية: السبكي (٢/ ٣٠٢).
(٥) الرد على الجهمية: الدارمي (ص: ١٠٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>