قال البغوي:"وفي هاتين الآيتين دليل على أن البغي لا يزيل اسم الإيمان؛ لأن الله تعالى سماهم إخوة مؤمنين مع كونهم باغين"(١).
ومن السنة: حديث أبي ذر ﵁ عن النبي ﷺ أنه قال: "أتاني جبريل ﵇ فبشرني أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، قلت: وإن زنى وإن سرق، قال: وإن زنى وإن سرق"(٢).
قال الحافظ النووي ﵀:"أما قوله ﷺ: "وإن زنى وإن سرق" فهو حجة لمذهب أهل السنة أن أصحاب الكبائر لا يقطع لهم بالنار، وأنهم إن دخلوها أخرجوا منها، وختم لهم بالخلود في الجنة"(٣).
وأما الإجماع: فقد حكاه ابن تيمية ﵀ فقال: "السلف والأئمة متفقون على ما تواترت به النصوص من أنه لا بد أن يدخل النار قوم من أهل القبلة، ثم يخرجون منها، وأما من جزم بأنه لا يدخل النار أحد من أهل القبلة، فهذا لا نعرفه قولا لأحد"(٤).
(١) معالم التنزيل: البغوي (٧/ ٣٤١). (٢) أخرجه البخاري: كتاب بدأ الخلق، باب ذكر الملائكة، برقم: (٣٢٢٢)، وأخرجه مسلم: كتاب الإيمان، باب من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، برقم: (١٥٣). (٣) المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج: النووي (٢/ ٩٧). (٤) ينظر: مجموع الفتاوى: ابن تيمية (٧/ ٥٠١، ٥٠٢).