المستوى العسكري والعلمي، حيث كان حريصًا على تطبيق السياسة التغريبية بقيادة جمعية العثمانيين الجدد (١).
وفي عهد السلطان محمد رشاد الخامس، ازداد تكالب الدول الأوروبية للإطاحة بالدولة وقسمة أراضيها، مع ذلك لم يمنعه هذا الوضع من القيام بإصلاحات سياسة داخلية وحربية ومالية كان لها أثر في تأخر سقوط الدولة العثمانية (٢).
فنلاحظ من خلال هذه الأحوال اضطراب الحياة السياسية مما أثر سلبًا على الحالة الدينية، وعلى الحالة العلمية ونهضتها بشكل نسبي.
أما عن الحالة العلمية: فقد بدأت في عصر القاسمي بدمشق وما حولها نهضة علمية ثقافية على المستوى العام، تعد نقلة نوعية بالنظر لما مضى من أيام، وقد تجلى ذلك بتأسيس المدارس الحكومية، وظهور المطابع، وإنشاء دور الكتب.
ففي عهد الوالي مدحت باشا تم تأسيس مدارس حكومية تُدرَّس فيها العلوم بالعربية، وتُعنى بتدريس آداب هذه اللغة.
وفي عهد الوالي حمدي باشا أنشأت جمعية باسم (الجمعية الخيرية) أعانتها الحكومة بالمال، وخصصت لها أبنية وقفية وحكومية تفتح فيها المدارس، وألحقت بها مطبعة لطبع الكتب المدرسية وغيرها من أجل نهضة المعارف.
وفي هذا العهد افتتح المكتب الإعدادي الملكي سنة ١٣٠٥ هـ، وهو المدرسة التجهيزية الثانوية الأولى في دمشق التي اشتهرت فيما بعد باسم مكتب عنبر، وبه تخرّج رجال البلد ومثقفوه ووطنيوه فيما بعد (٣).
على أن إنشاء المدارس الحكومية النظامية بدأ بعد خروج جيش إبراهيم باشا حين تبين للدولة العثمانية أن سر نجاح جيش المصريين كان بسبب أخذهم بالعلم، فعملت على إنشاء
(١) انظر تفصيل ذلك في كتاب: تاريخ الدولة العثمانية: د. علي حسون (ص: ٢٤١ - ٢٥٤). (٢) انظر تفصيل ذلك في كتاب: تاريخ الدولة العثمانية: د. علي حسون (ص: ٢٧١ - ٢٧٢). (٣) انظر ما كتبه ظافر القاسمي إجمالا في كتابه (مكتب عنبر).