يرُد أقوالهم، إذ إن المُبتدع الداعي إلى بدعته بفعله هذا يسُنُّ سنة سيئة يحمل بها وزره ووزر من تبعه، فإذا انبرى لها من يردها فإن ذلك يُخفف اتباعها أو يقطع السبيل لاتباعها، فيُخَفَّف على المبتدع حِملَ أوزار من تبعه.
سادسًا: في تعقب القاسمي ﵀ على من سبقه بيان لوجه الاستدلال ووجه الحجة على المُتعقب عليه، فهو يأتي بحجة وفهم صحيح للآية يُستفاد منه كيفية الاستدلال والفهم الصحيح للآيات، وقد تقدمت الأمثلة على ذلك.
سابعًا: يتميز القاسمي ﵀ بالتحرر من الاتباع والتقليد في تعقباته، فهو يتعقب على العالم بما يراه صوابًا بما يُوافق الكتاب والسنة وما عليه السلف الصالح، وما يتفق مع الأدلة الشرعية الصحيحة، وليس نصرة لأحد من الناس أو لجماعة ينتمي لها، وهذا ظاهر في تعقباته.
ثامنًا: يتميز القاسمي ﵀ أنه يقوي تَعَقُبَه بأدلة ونقولات عمن سلفه من الأئمة والأعلام، تدرء عنه الشذوذ والتفرد بالأقوال الغريبة التي تُخالف ما عليه الأئمة، كما تقدم في الحديث عن مصادره في التعقبات.
تاسعًا: المتأمل في تعقبات القاسمي ﵀ على من سبقه يتيقن أنها لا تصدر إلا ممن وسع علمه وكثُر اطلاعه، وهذا ملموس بشكل واضح في تنوعها في شتى الفنون العلمية، كما تقدم في ذكر أنواع التعقبات، والله أعلم.
فكما أن لتعقبات القاسمي ﵀ قيمة علمية، إلا أنه يؤخذ عليها مأخذان في الجملة:
أولا: في بعض الأحيان يُعقب القاسمي ﵀ على قول من سبقه دون ذكر سبب التعقب، وهذا يجعل القارئ لا يُسلِّم بكلامه، لعدم وجود الدليل على رد هذا القول (١).
ثانيًا: في بعض الأحيان يتعقب القاسمي على من سبقه بعبارات فيها شدة وقسوة ربما لا يرتضيها القارئ، ولو جاء بعبارات ألطف لكان أفضل.