الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ، فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلَاةِ، فَتَصَبَّرْتُ حَتَّى سَلَّمَ (١) فَلَبَبْتُهُ (٢) بِرِدَائِهِ، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ؟ قَالَ (٣): أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَقُلْتُ: كَذَبْتَ، أَقْرَأَنِيهَا عَلَى غَيْرِ مَا قَرَأْتَ، فَانْطَلَقْتُ بِهِ أَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا، فَقَالَ: "أَرْسِلْهُ، اقْرَأْ يَا هِشَامُ"، فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "كَذَلِكَ (٤) أُنْزِلَتْ (١) "، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "اقْرَأْ يَا عُمَرُ". فَقَرَأْتُ (١) الَّتِي أَقْرَأَنِي، فَقَالَ: "كَذَلِكَ (٤) أُنْزِلَتْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ".
٥٤ - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ﴾ (٥)
وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ"، يُقَالُ: مُيَسَّرٌ: مُهَيَّأٌ (٦).
(١) عليه صح.(٢) "فَلَبَبْتُهُ": ضُبط في اليونينية بتخفيف الباء الأولى، وفي الفرع بتشديدها، وبهما ضبط القسطلاني. اهـ.لببته: جررته بالرداء المتعلق بنحره. (انظر: غريب الحديث لابن الجوزي) (٢/ ٣١٠).(٣) لأبي الوقت: "فقال".(٤) للأصيلي: "كذا".* [٧٥٤٦] [التحفة: خ م د ت س ١٠٥٩١ - خ م ت س ١٠٦٤٢](٥) [القمر: ١٧]. ولأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي في نسخة: ﴿فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾.(٦) لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، وأبي الوقت: "وقال مجاهدٌ: يَسَّرْنا القُرْآنَ بلِسَانِكَ هَوَّنَّا قِرَاءتَهُ عليك".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute