كتاب صحيح البخاري - ط التأصيل

٩٠ - كتاب الفتن - ١٣ - باب إذا بقي في حثالة من الناس - ج: 9 - ص: 147

١٣ - بَابٌ إِذَا بَقِيَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ

• [٧٠٨٧] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا (١) سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا حُذَيْفَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حَدِيثَيْنِ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا، وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ حَدَّثَنَا: "أَنَّ الْأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ"، وَحَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِهَا قَالَ: "يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ (٢)، ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ، فَيَبْقَى فِيهَا (٣) أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْمَجْلِ (٤)، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ (٥) فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا (٦)، وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، وَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ فَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ، فَيُقَالُ: إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: مَا أَعْقَلَهُ وَمَا أَظْرَفَهُ (٧) وَمَا أَجْلَدَهُ، وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ"، وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ، وَلَا أُبَالِي أَيُّكُمْ بَايَعْتُ، لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا رَدَّهُ عَلَيَّ

---

(١) عند ابن عساكر: "حدثنا".
(٢) الوكت: الأثَر في الشيء كالنُّقْطَة من غير لَونِه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وكت).
(٣) عليه صح، وليس عند أبي ذر، وابن عساكر.
(٤) المجل: النفاخات التي تخرج في الأيدي عند كثرة العمل مملوءة ماء. (انظر: مشارق الأنوار) (١/ ٣٧٤).
(٥) فنفط: تورم بالماء. (انظر: مشارق الأنوار) (٢/ ٢٠).
(٦) منتبرًا: مرتفعًا في جسمه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نبر).
(٧) أظرفه: الظَّرْفُ في اللسان: البلاغة، وفي الوجه: الحُسْن، وفي القلب: الذكاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ظرف).