كتاب صحيح البخاري - ط التأصيل

٩٠ - كتاب الفتن - ١٧ - باب الفتنة التي تموج كموج البحر - ج: 9 - ص: 152

• [٧٠٩٦] حدثنا إِسْحَاقُ (١) الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا خَلفٌ (٢)، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ وَبَرَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ (٣) بْنُ عُمَرَ فَرَجَوْنَا أَنْ يُحَدِّثَنَا حَدِيثًا حَسَنًا قَالَ: فَبَادَرَنَا إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدِّثْنَا عَنِ الْقِتَالِ فِي الْفِتْنَةِ وَاللَّهُ يَقُولُ: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾ (٤)، فَقَالَ: هَلْ تَدْرِي مَا الْفِتْنَةُ؟ ثَكِلَتْكَ (٥) أُمُّكَ، إِنَّمَا كَانَ مُحَمَّدٌ ﷺ يُقَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ، وَكَانَ الدُّخُولُ فِي دِينِهِمْ فِتْنَةً، وَلَيْسَ كَقِتَالِكُمْ (٦) عَلَى الْمُلْكِ.

١٧ - باب الْفِتْنَةِ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ

وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ: كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يَتَمَثَّلُوا بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ عِنْدَ الْفِتَنِ، قَالَ (٧) امْرُؤُ الْقَيْسِ (٨):

الْحَرْبُ أَوَّلُ مَا تَكُونُ فَتِيَّةً (٩) … تَسْعَى بِزِينَتِهَا لِكُلِّ جَهُولِ

حَتَّى إِذَا اشْتَعَلَتْ وَشَبَّ ضِرَامُهَا … وَلَّتْ عَجُوزًا غَيْرَ ذَاتِ حَلِيل

---

(١) لابن عساكر: "إسْحاقُ بنُ شاهِينَ".
(٢) لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت: "خالِدٌ" وبعده صح.
(٣) قوله: "عَبْدُ اللَّهِ" ليس عند ابن عساكر.
(٤) [البقرة: ١٩٣].
(٥) ثكلتك: فقدتك، كأنه دعا عليه بالموت، وهي من الألفاظ التي تجري على ألسنة العرب، ولا يراد بها الدعاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث. مادة: ثكل).
(٦) لأبي ذر وعليه صح، وكذا لابن عساكر: "بِقِتالِكُمْ".
* [٧٠٩٦] [التحفة: خ س ٧٠٥٩]
(٧) رقم عليه لأبي ذر، وعليه صح.
(٨) "قال امرؤ القيس" هو امرؤ القيس بن عابس الكندي، كان في زمن النبي ﷺ. اهـ. من اليونينية.
(٩) عليه صح صح.