كتاب صحيح البخاري - ط التأصيل

٦٠ - باب فضائل أصحاب النبي ﷺ - ٤٣ - باب قول النبي ﷺ: "اقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم" - ج: 5 - ص: 85

وَأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فَأَطْفَأَتْهُ، فَجَعَلَا يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا (١) يَأْكُلَانِ فَبَاتَا طَاوِيَيْنِ (٢)، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: "ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ أَوْ عَجِبَ مِنْ فَعَالِكُمَا (٣) "، فَأَنْزَلَ اللَّهُ ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ (٤) نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (٥).

٤٣ - بَابُ قَوْلُِ النَّبِيِّ ﷺ: "اقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ"

• [٣٧٨٦] حدثني (٦) مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَبُو عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا شَاذَانُ أَخُو عَبْدَانَ، حَدَّثَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: مَرَّ أَبُو بَكْرٍ وَالْعَبَّاسُ ﵄ بِمَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الْأَنْصَارِ وَهُمْ يَبْكُونَ فَقَالَ: مَا يُبْكِيكُمْ؟ قَالُوا: ذَكَرْنَا مَجْلِسَ النَّبِيِّ ﷺ منَّا، فَدَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، قَالَ: فَخَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ وَقَدْ عَصَبَ عَلَى رَأْسِهِ حَاشِيَةَ (٧)

---

(١) لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "كَأَنَّهُمَا".
(٢) طاويين: خاليي البطن جائعيْنِ لم يأكلا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طوا).
(٣) كذا في اليونينية الفاء مفتوحة.
(٤) شح: بخل مع حرص. (انظر: المفردات في غريب القرآن) (ص ٤٤٦).
(٥) [الحشر: ٩]. ومن قوله: " ﴿وَمَنْ يُوقَ﴾ " إلى " ﴿الْمُفْلِحُونَ﴾ " ليس عند أبي ذر وعلى أوله وآخره صح.
* [٣٧٨٥] [التحفة: خ م ت س ١٣٤١٩]
(٦) عليه صح.
(٧) حاشية: حاشية كل شيء: جَانِبُهُ وطَرَفُهُ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حشا).