كتاب صحيح البخاري - ط التأصيل

٦٠ - باب فضائل أصحاب النبي ﷺ - ٤٣ - باب قول النبي ﷺ: "اقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم" - ج: 5 - ص: 86

بُرْدٍ (١) قَالَ: فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَلَمْ يَصْعَدْهُ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "أُوصِيكُمْ بِالْأَنْصَارِ؛ فَإِنَّهُمْ كَرِشِي (٢) وَعَيْبَتِي (٣)، وَقَدْ قَضَوُا الَّذِي عَلَيْهِمْ وَبَقِيَ الَّذِي لَهُمْ، فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ".

• [٣٧٨٧] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْغَسِيلِ، سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ﵄ يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ مُتَعَطِّفًا بِهَا عَلَى مَنْكِبَيْهِ (٤) وَعَلَيْهِ عِصَابَةٌ (٥) دَسْمَاءُ (٦)، حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأثنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَتَقِلُّ الْأَنْصَارُ حَتَّى يَكُونُوا كَالْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ، فَمَنْ وَليَ مِنْكُمْ أَمْرًا يَضُرُّ فِيهِ أَحَدًا أَوْ يَنْفَعُهُ فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ".

• [٣٧٨٨] حدثنا (٧) مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ﵁، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: "الْأَنْصَارُ كَرِشِي وَعَيْبَتِي، وَالنَّاسُ سَيَكْثُرُونَ وَيَقِلُّونَ فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ".

---

(١) لأبي ذر والمستملي: "بُرْدَةٍ". برد: البُرْد: ثوب من اليمن. (انظر: مشارق الأنوار) (١/ ٨٣).
(٢) كرشي: بطانتي والذين أعتمد عليهم في أموري. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كرش).
(٣) عيبتي: عيبة الرجل: خاصته وموضع سره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عيب).
* [٣٧٨٦] [التحفة: خ س ١٦٣٧]
(٤) منكبيه: مثنى منكب، وهو ما بين الكتف والعنق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نكب).
(٥) عصابة: هي كل ما عصبت به رأسك من عمامة أو منديل أو خرقة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عصب).
(٦) دسماء: سوداء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دسم).
* [٣٧٨٧] [التحفة: خ تم ٦١٤٦]
(٧) لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
* [٣٧٨٨] [التحفة: خ م ت س ١٢٤٥]