فِي مَشْرُبَةٍ (١) لَهُ، وَعَلَى بَابِ الْمَشْرُبَةِ وَصِيفٌ (٢)، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: اسْتَأْذِنْ لِي (٣)، فَدَخَلْتُ، فَإذَا النَّبِيُّ ﷺ عَلَى حَصِيرٍ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ، وَتَحْتَ رَأْسِهِ مِرْفَقَةٌ (٤) مِنْ أَدَمٍ (٥) حَشْوُهَا لِيفٌ، وَإِذَا أهُبٌ (٦) مُعَلَّقَةٌ وَقَرَظٌ (٧)، فَذَكَرْتُ الَّذِي قُلْتُ لِحَفْصَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَالَّذِي رَدَّتْ عَلَيَّ أُمُّ سَلَمَةَ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَلَبِثَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً ثُمَّ نَزَلَ.
• [٥٨٤٦] حدثنا (٨) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهرِيِّ، أَخْبَرَتْنِي هِنْدُ (٩) بِنْتُ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتِ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ ﷺ مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ يَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ (١٠) مِنَ الْفِتْنَةِ؟ مَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الْخَزَائِنِ؟ مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ؟ كَمْ مِنْ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
قَالَ الزُّهرِيُّ: وَكَانَتْ هِنْدٌ لَهَا أَزْرَارٌ فِي كُمَّيْهَا بَيْنَ أَصَابِعِهَا.
(١) مشربة: غرفة مرتفعة. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري) (١/ ٤٨٨).(٢) وصيف: خادم. (انظر: مشارق الأنوار) (٢/ ١٥).(٣) بعده لأبي ذر وعليه صح: "فَأَذِنَ لِي".(٤) مرفقة: وسادة. (انظر: مشارق الأنوار) (١/ ٢٩٧).(٥) أدم: جمع أديم، وهو الجلد. (انظر: لسان العرب، مادة: أدم).(٦) كذا بالضبطين وعليه: معًا. ولأبي ذر وعليه صح: "أَهَبٌ".أهب: جمع إهاب، وهو الجلد، وقيل: إنما يقال للجلد إهاب قبل الدبغ، فأما بعده فلا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أهب).(٧) قرظ: ورق يدبغ به، وهو ورق السلم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قرظ).* [٥٨٤٥] [التحفة: خ م ١٠٥١٢](٨) لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".(٩) لأبي ذر وعليه صح: "هِنْدٌ".(١٠) لأبي ذر عن المستملي: "اللَّيْلَ".* [٥٨٤٦] [التحفة: خ ت ١٨٢٩٠]
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute