حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى أُنَاسٍ (١) مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِمَّنْ بِمَكَّةَ يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "مَا هَذَا يَا حَاطِبُ؟ " قَالَ: لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مِنْ (٢) قُرَيْشٍ، وَلَمْ أَكُن مِنْ أَنْفُسِهِمْ (٣)، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِمَكَّةَ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي مِنَ (٢) النَّسَبِ فِيهِمْ أَنْ أَصْطَنِعَ إِلَيْهِمْ يَدًا يَحْمُونَ قَرَابَتِي، وَمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ كُفْرًا وَلَا ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكُمْ" فَقَالَ عُمَرُ: دَعْنِي (٤) يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَضْرِبَ (٥) عُنُقَهُ، فَقَالَ: "إِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَا (٦) يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللهَ ﷿ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ" قَالَ عَمْرٌو: وَنَزَلَتْ فِيهِ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ﴾ (٧) قَالَ: لَا أَدْرِي الْآيَةَ فِي الْحَدِيثِ، أَوْ قَوْلُ عَمْرٍو.
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قِيلَ (٨) لِسُفْيَانَ: فِي هَذَا فَنَزَلَتْ (٩): ﴿لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي (١٠)﴾ (١١) قَالَ سُفْيَانُ: هَذَا فِي حَدِيثِ النَّاسِ، حَفِظْتُهُ مِنْ عَمْرٍو مَا تَرَكْتُ مِنْهُ حَرْفًا،
(١) لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "نَاسٍ".(٢) عليه صح.(٣) من أنفسهم: مِن عدادهم ومن جملتهم. (انظر: مشارق الأنوار) (١/ ٣٤٨).(٤) لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فدعني".(٥) عليه صح مرتين.(٦) لأبي ذر، وعليه صح: "فما".(٧) [الممتحنة: ١]. وبعده لأبي ذر وعليه صح: "أولياء".(٨) لأبي ذر، وعليه صح: "قال قيل".(٩) لأبي ذر، وعليه صح: "نزلت".(١٠) بعده لأبي ذر وعليه صح: " ﴿وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ﴾ الآية".(١١) [الممتحنة: ١].
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute