بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَفِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قِطْعَةُ جَرِيدٍ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِي أَصْحَابِهِ فَقَالَ: "لَوْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا وَلَنْ تَعْدُوَ (١) أَمْرَ اللهِ فِيكَ وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ (٢) لَيَعْقِرَنَّكَ (٣) اللَّهُ وَإِنِّي لَأَرَاكَ (٤) الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ مَا رَأَيْتُ وَهَذَا ثَابِتٌ يُجِيبُكَ عَنِّي" ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَسَأَلْتُ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: "إِنَّكَ أُرَى (٥) الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ مَا رَأَيْتُ". فَأَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ فَأَهَمَّنِي شَأْنُهُمَا، فَأُوحِيَ إِلَيَّ فِي الْمَنَامِ أَنِ انْفُخْهُمَا فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ بَعْدِي: أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيُّ، وَالْآخَرُ مُسَيْلِمَةُ".
• [٤٣٥٧] حدثنا (٦) إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ﵁ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ (٧) بِخَزَائِنِ الْأَرْضِ فَوُضِعَ فِي كَفِّي سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ فَكَبُرَا (٨) عَلَيَّ، فَأُوْحِيَ
(١) تعدو: تتجاوز. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين) (١/ ٣٣٥).(٢) أدبرت: تركت الحق وأعرضت. (انظر: مشارق الأنوار) (١/ ٢٥٢).(٣) ليعقرنك: يهلكك ويقتلك. (انظر: مشارق الأنوار) (٢/ ١٠٠).(٤) بضم الهمزة عند أبي ذر في سائر ما في قصته وقصة العنسي.(٥) على حاشية البقاعي: "لأراك" ونسبه لنسخة.* [٤٣٥٦] [التحفة: خ م ت س ١٣٥٧٤](٦) "حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.(٧) لأبي ذر وأبي الوقت: "فأتيت".(٨) فكبرا: فعظما وقعهما وجلا عندي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذرع).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute