للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

تعالى: ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ﴾ قرية أنطاكية، وذلك من أوجه:

الأول: أن القول بتعيين المراد من القرية في قوله تعالى: ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ﴾ بأنها قرية أنطاكية، هو الذي عليه أكثر المفسرين (١)، وقيل جميع المفسرين (٢).

وقال الكرماني: "أصحاب القرية وهي: أنطاكية بإجماع المفسرين" (٣).

الثاني: أن القول بتعيين المراد من القرية في قوله تعالى: ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ﴾ هو الذي عليه جماعة من السلف، كابن عباس، وعكرمة، وقتادة وبريدة، والزهري، ومقاتل، ويحيى بن سلام، وغيرهم (٤).

ولا يُعلم لم مخالف من السلف إلا ما قاله عبد الملك بن جريج في تفسير الآية: " ذكر لنا: أنها قرية من قرى الروم" (٥)، وهذا لا يعني أنه ينفي بأن تكون هذه القرية: أنطاكية، والله أعلم.

الثالث: ما جاء عن الحسن: أن الرجل الصالح الذي جاء من أقصى المدينة يسعى، يدعو قومه إلى عبادة الله ويُريد هدايتهم، قد قتله قومه، خرقوا خرقا في حلقه فعلقوه من سور المدينة، وقبره في سوق أنطاكية، فأوجب الله له الجنة (٦).

فدل هذا على أن المقصود من القرية في الآية هي: قرية أنطاكية، والله أعلم.


(١) نص على هذا مكي بن أبي طالب في الهداية (٤/ ٢٦٠٣)، والسمعاني في تفسير القرآن (٤/ ٣٧٠).
(٢) انظر: البسيط: الواحدي (١٨/ ٤٦٣)، وانظر: تفسير العز بن عبد السلام (٣/ ٣٥)، وانظر: الجامع لأحكام القرآن: القرطبي (١٧/ ٤٢٣)، وانظر: البحر المحيط: أبو حيان (١٨/ ٨١).
(٣) لباب التفاسير: الكرماني (٢٣٣٧).
(٤) انظر: تفسير مقاتل بن سليمان (٣/ ٥٧٥)، وانظر: تفسير يحيى بن سلام (٢/ ٨٠٣)، وانظر: جامع البيان: الطبري (١٩/ ٤١٣)، وانظر: معاني القرآن: النحاس (٣/ ٩٣)، وانظر: تفسير القرآن العظيم: ابن كثير (٦/ ٣٣٢)، وصحح المحقق قول عكرمة وقتادة في الحاشية، وانظر: الدر المنثور: السيوطي (٧/ ٤٩)، وانظر: فتح القدير: الشوكاني (٤/ ٤٢٠)، وانظر: موسوعة التفسير بالمأثور: مجموعة من المؤلفين (١٨/ ٤٣٢).
(٥) أورده السيوطي في الدر المنثور (٧/ ٤٩)، وعزاه إلى ابن المنذر.
(٦) انظر: الكشف والبيان الثعلبي (٢٢/ ٢٦١)، وانظر: الجامع لأحكام القرآن: القرطبي (١٧/ ٤٣١) وانظر: البحر المحيط: أبو حيان (١٨/ ٩٠)، وانظر: روح المعاني: الآلوسي (٢٢/ ٣٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>