يوم القيامة على العرش. وهذا عندهم منكر في تفسير هذه الآية" (١).
الواحدي: " وروي عن ابن مسعود أنه قال في هذه الآية: يقعده على العرش وهذا تفسير فاسد وقول رذل، وقول مجاهد: معه، قولٌ موحش فظيع، ونص الكتاب ينادي بفساد هذا التفسير" (٢).
الذهبي: " فأما قضية قعود نبينا على العرش فلم يثبت في ذلك نص بل في الباب حديث واه وما فسر به مجاهد الآية كما ذكرناه فقد أنكر بعض أهل الكلام" (٣).
ابن كثير: "ومثل هذا لا ينبغي قبوله إلا عن معصوم -يعني قول مجاهد-، ولم يثبت فيه حديث يعول عليه، ولا يصار بسببه إليه، وقول مجاهد في هذا المقام ليس بحجة بمفرده" (٤).
أصحاب القول الثاني:
الإمام أحمد: "حديث مجاهد "يقعد محمدا على العرش" قد تَلَقَّته العلماء بالقبول، نُسَلِّم الخبر كما جاء" (٥).
أبو داود السجستاني (٦): "من أنكر هذا - يعني قول مجاهد (أن الله يُقعد محمدًا على عرشه) - فهو عندنا متهم، وقال: ما زال الناس يحدثون بهذا، يريدون مغايظة الجهمية، وذلك أن الجهمية ينكرون أن على العرش شيئا" (٧).
الطبري: " ما قاله مجاهد من أن الله يقعد محمدا ﷺ على عرشه، قوله غير مدفوع
(١) التمهيد: ابن عبد البر (١١/ ٦٧١). (٢) البسيط: الواحدي (١٣/ ٤٤٤، ٤٤٥). (٣) العلو للعلي الغفار: الذهبي (ص: ١٧٠). (٤) النهاية في الفتن والملاحم: ابن كثير (٢/ ١٢). (٥) إبطال التأويلات: أبو يعلى (ص: ٥٢٠). (٦) وهو: أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير السجستاني؛ صاحب كتاب السنن، أحد حفاظ الحديث وعلمه وعلله، وكان في الدرجة العالية من النسك والصلاح، مات سنة ٢٧٥ هـ. ينظر: وفيات الأعيان: ابن خلكان (٢/ ٤٠٤). (٧) السنة: أبو بكر الخلال (١/ ٢١٤).