للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بذنب، إلا النبي محمدا ، لأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر في الدنيا" (١).

البغوي: " ﴿يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ﴾ أي: ذنوبكم و ﴿مِنْ﴾ صلة" (٢).

الخازن: " ﴿لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ﴾ يعني ليغفر لكم ذنوبكم إذا آمنتم وصدقتم وحرف ﴿مِنْ﴾ صلة وقيل: إنها أصل ليست بصلة، وعلى هذا إنه يغفر لهم ما بينهم وبينه من الكفر والمعاصي دون مظالم العباد" (٣).

ابن عادل الحنبلي: " ﴿يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ﴾ أي: ذنوبكم و ﴿مِنْ﴾ صلة، وقيل: ﴿مِنْ﴾ تبعيضية، وقيل: بمعنى البدل، أي: بدل عقوبة ذنوبكم" (٤).

أصحاب القول الثاني:

الزمخشري: " فإن قلت: ما معنى التبعيض في قوله: ﴿مِنْ ذُنُوبِكُمْ﴾؟ قلت: ما علمته جاء هكذا إلا في خطاب الكافرين، كقوله ﴿وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (٣) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ﴾ [سورة نوح: ٤]، ﴿يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ﴾ [سورة الأحقاف: ٣١] وقال في خطاب المؤمنين: ﴿هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ إلى أن قال ﴿يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ وغير ذلك مما يقفك عليه الاستقراء، وكان ذلك للتفرقة بين الخطابين، ولئلا يسوى بين الفريقين في الميعاد " (٥).

البيضاوي: " قيل جيء بـ ﴿مِنْ﴾ في خطاب الكفرة دون المؤمنين في جميع القرآن تفرقة بين الخطابين، ولعل المعنى فيه أن المغفرة حيث جاءت في خطاب الكفار مرتبة على


(١) الهداية: مكي بن أبي طالب (٥/ ٣٧٨٤).
(٢) معالم التنزيل: البغوي (٤/ ٣٣٩).
(٣) لباب التأويل: الخازن (٣/ ٣٠).
(٤) اللباب: ابن عادل الحنبلي (١١/ ٣٤٨).
(٥) الكشاف: الزمخشري (٢/ ٥٤٣)، وانظر: مدارك التنزيل: النسفي (٢/ ١٦٥)، وانظر: زهرة التفاسير: أبو زهرة (٨/ ٤٠٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>