عبارة عن الأصنام خاصة" (١)، ثم قال مُعقّبا: "أن كلاهما مما يأباه السباق والسياق (٢).
ب - ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ﴾ [سورة الأنعام: ٦٥] تعقب على قول جماعة من السلف من أن الآية كائنة في المسلمين أو أنها خطاب لهم، فقال:" قوله: إنها كائنة، أي: في المسلمين، لا أنها خطاب لهم، ونزولها فيهم- كما وهم- إذ يدفعه السياق والسباق"(٣).
ت - التصريح بقول:(غلو في الاستنباط) أو بما معناه، ومن ذلك:
أ - عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [سورة الأعراف: ٣]. عقَّب على استدلال الكيا الهراسي (٤)، وابن الفرس (٥) بالآية أن المباح مأمور به، فقال:" هذا غلو في الاستنباط، وتعمق بارد"(٦).
ب - وعند تفسيره لقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ﴾ [سورة الأنفال: ٧٥]. عقب على استدلال الإمامية بتقديم علي ﵁ على غيره في الإمامة، فقال:" على فرض صحة هذه الدلالة أن العباس ﵁ كان أولى بالإمامة، لأنه كان أقرب إلى رسول الله ﷺ من علي ﵁ "(٧).
(١) تنوير المقباس: الفيروز آبادي (ص: ٩٩). (٢) محاسن التأويل: القاسمي (٦/ ٢١٠٥). (٣) محاسن التأويل: القاسمي (٦/ ٢٣٥٨). (٤) وهو: أبو الحسن علي بن محمد الطبري، المعروف بالكيا الهراسي الفقيه الشافعي، تفقه على إمام الحرمين أبي المعالي الجويني، وكان حسن الوجه، فصيح العبارة حلو الكلام، مات سنة أربع وخمسمائة. ينظر: وفيات الأعيان: ابن خلكان (٣/ ٢٨٩). (٥) وهو: الشيخ، الإمام، شيخ المالكية بغرناطة في زمانه، أبو محمد ابن الفرس، واسمه: عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم الأنصاري، برع في الفقه والأصول، وشارك في الفضائل، مات سنة ٥٩٧ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء: الذهبي (٢١/ ٣٦٤). (٦) محاسن التأويل: القاسمي (٧/ ٢٦١٠). (٧) محاسن التأويل: القاسمي (٨/ ٣٠٥٧).