الواحدي:" ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ﴾ قال المشركون: عمارة بيت الله وقيامٌ على السِّقاية خيرٌ من الإِيمان والجهاد فأنزل الله تعالى هذه الآية"(١).
الشوكاني:"لا تساوي تلك الطائفة الكافرة الساقية للحجيج العامرة للمسجد الحرام، هذه الطائفة المؤمنة بالله واليوم الآخر المجاهدة في سبيله، ودل سبحانه بنفي الاستواء على نفي الفضيلة التي يدعيها المشركون"(٢).
أصحاب القول الثاني:
ابن عباس ﵁:" ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ قال العباس بن عبد المطلب حين أسر يوم بدر: لئن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد، لقد كنا نعمر المسجد الحرام، ونسقي الحاج، ونفك العاني، قال الله: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ﴾. إلى قوله: ﴿الظَّالِمِينَ﴾ يعني أن ذلك كان في الشرك، ولا أقبل ما كان في الشرك "، وبنحو ذلك روي عن الحسن، والشعبي، والسدي، والضحاك، وغيرهم (٣).
ابن جزي:"سببها أن قوما من قريش افتخروا بسقاية الحاج، وبعمارة المسجد الحرام فبين الله أن الجهاد أفضل من ذلك، ونزلت الآية في علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وطلحة بن شيبة افتخروا فقال طلحة أنا صاحب البيت وعندي مفاتحه"(٤).
السيوطي:" نزلت الآية في عليٍّ والعباس بن عبد المطلب، وطلحة بن شيبة، افتخروا، فقال طلحة: أنا صاحب البيت، وعندي مَفَاتحه. وقال العباس: أنا صاحبُ السقاية. وقال علي: لقد أسْلمتُ قبل الناس وهاجرْتُ مع رسول الله ﷺ "(٥).
السعدي: " لما اختلف بعض المسلمين، أو بعض المسلمين وبعض المشركين، في تفضيل
(١) الوجيز: الواحدي (ص: ٤٥٧). (٢) فتح القدير: الشوكاني (٢/ ٣٩٣). (٣) أخرج أقوالهم ابن جرير الطبري في تفسيره (١١/ ٣٧٨ - ٣٨١)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٦/ ١٧٦٧). (٤) التسهيل: ابن جزي (١/ ٣٣٤). (٥) معترك الأقران: السيوطي (٣/ ٢٢١).