الزجاج:" ﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ﴾، أي بعضهم في المواريث أولى ببعض، وهذه المواريث في الولاية بالهجرة منسوخة، نسخها ما في سورة النساء من الفرائض"(١).
السمعاني:" ﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ﴾ أي: أولى بعضهم ببعض ميراثا في حكم الله، وقد كانوا يتوارثون بالهجرة، فنسخ الله تعالى ذلك إلى التوارث بالقرابة"(٢).
أصحاب القول الثاني: وهم الشيعة الاثني عشرية (٣):
العياشي (٤): " عن أبى عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ﵇ قال: قلت له أخبرني عن خروج الامامة من ولد الحسن إلى ولد الحسين كيف ذلك وما الحجة فيه؟ قال: لما حضر الحسين ما حضره من أمر الله لم يُجِز أن يَرُدَّها إلى ولد أخيه ولا يوصى بها فيهم، يقول الله: ﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ﴾ فكان ولده أقرب رَحما اليه من ولد أخيه، وكانوا أولى بالإمامة وأخرجت هذه الآية ولد الحسن منها، فصارت الإمامة إلى الحسين، وحكمت بها الآية لهم فهي فيهم إلى يوم القيمة"(٥).
(١) معاني القرآن: الزجاج (٢/ ٤٢٥). (٢) تفسير القرآن: السمعاني (٤/ ٢٦٠). (٣) أكثر كتب التفسير عند الشيعة الإثني عشرية، تنص على تقديم إمامة علي على غيره استدلال بقوله تعالى في سورة الأحزاب: ﴿النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ﴾، وليس من قوله تعالى في سورة الأنفال: ﴿وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله﴾، بحسب اطلاع الباحث. (٤) وهو: محمد بن مسعود العيّاشيّ، أبو النضر، من أهل سمرقند، أحد فقهاء الشّيعة الإمامية الفاضلين المتوحّدين، كان واحد دهره في غزارة العلم، وله بنواحي خراسان ذكر، مات سنة ٢٤٩ هـ. ينظر: الدر الثمين: ابن الساعي (ص ١٠٨). (٥) تفسير العياشي (٢/ ٢١١). (٦) وهو: علي بن إبراهيم بن هاشم القمي أبو الحسن المحمدي. رافضي جلد له تفسير فيه مصائب، له من الكتب: التفسير والناسخ والمنسوخ والمغازي والشرائع، مات في القرن الثالث الهجري. ينظر: لسان الميزان: ابن حجر (٥/ ٤٧٧).