للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أصحاب القول الأول:

النحاس: " ﴿وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ خبر ومحال نسخه والمعنى فيه بين" (١).

مكي بن أبي طالب: "قيل: إن المعنى ليس ﴿عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ إذا قعدوا إليهم، ثم نُسخ ذلك بقوله: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ﴾ الآية، روي ذلك عن ابن عباس. ونَسخ مثل هذا لا يحسن، لأنه خبر" (٢).

ابن الجوزي: " ذهب قوم إلى أن هذه الآية منسوخة، لأنها اقتضت جواز مجالسة الخائضين والاقتصار على تذكيرهم، ثم نسخت بقوله تعالى: ﴿فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ﴾ والصحيح أنها محكمة، لأنها خبر، وإنما دلت على أن كل عبد يختص بحساب نفسه، ولا يلزمه حساب غيره" (٣).

ابن كثير: " وقال آخرون: بل معناه: وإن جلسوا معهم، فليس عليهم من حسابهم من شيء. وزعموا أن هذا منسوخ بآية النساء المدنية، وهي قوله: ﴿فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ﴾ [سورة النساء: ١٤٠] " (٤).

أصحاب القول الثاني:

ابن عباس : ﴿وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾: "هذه مكية نُسِخت بالمدينة بقوله تعالى ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ﴾ الآية [سورة النساء: ١٤٠]، وبنحو ذلك روي عن ابن جريج، والسُدي، وسعيد بن جبير (٥).


(١) الناسخ والمنسوخ: النحاس (ص: ٤١٧)
(٢) الهداية: مكي بن أبي طالب (٣/ ٢٠٦١).
(٣) زاد المسير: ابن الجوزي (٢/ ٤٢)، وانظر: نواسخ القرآن: ابن الجوزي (٢/ ٤٢٦).
(٤) تفسير القرآن العظيم: ابن كثير (٣/ ٥٥٦).
(٥) قول ابن عباس أخرجه النحاس في الناسخ والمنسوخ (ص: ٤١٧)، وقول ابن جريج والسدي أخرجها ابن جرير الطبري في تفسيره (٩/ ٣١٧)، وقول سعيد بن جبير أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٤/ ١٣١٧) برقم (٧٤٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>