مكي بن أبي طالب:"قيل: إن المعنى ليس ﴿عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ إذا قعدوا إليهم، ثم نُسخ ذلك بقوله: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ﴾ الآية، روي ذلك عن ابن عباس. ونَسخ مثل هذا لا يحسن، لأنه خبر"(٢).
ابن الجوزي:" ذهب قوم إلى أن هذه الآية منسوخة، لأنها اقتضت جواز مجالسة الخائضين والاقتصار على تذكيرهم، ثم نسخت بقوله تعالى: ﴿فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ﴾ والصحيح أنها محكمة، لأنها خبر، وإنما دلت على أن كل عبد يختص بحساب نفسه، ولا يلزمه حساب غيره"(٣).
ابن كثير:" وقال آخرون: بل معناه: وإن جلسوا معهم، فليس عليهم من حسابهم من شيء. وزعموا أن هذا منسوخ بآية النساء المدنية، وهي قوله: ﴿فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ﴾ [سورة النساء: ١٤٠] "(٤).
أصحاب القول الثاني:
ابن عباس ﵁: ﴿وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾: "هذه مكية نُسِخت بالمدينة بقوله تعالى ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ﴾ الآية [سورة النساء: ١٤٠]، وبنحو ذلك روي عن ابن جريج، والسُدي، وسعيد بن جبير (٥).
(١) الناسخ والمنسوخ: النحاس (ص: ٤١٧) (٢) الهداية: مكي بن أبي طالب (٣/ ٢٠٦١). (٣) زاد المسير: ابن الجوزي (٢/ ٤٢)، وانظر: نواسخ القرآن: ابن الجوزي (٢/ ٤٢٦). (٤) تفسير القرآن العظيم: ابن كثير (٣/ ٥٥٦). (٥) قول ابن عباس أخرجه النحاس في الناسخ والمنسوخ (ص: ٤١٧)، وقول ابن جريج والسدي أخرجها ابن جرير الطبري في تفسيره (٩/ ٣١٧)، وقول سعيد بن جبير أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٤/ ١٣١٧) برقم (٧٤٤٤).