ظاهر قول الطبري:"يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ﷺ ﴿قُلِ﴾ يا محمد ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ على نعمه علينا، وتوفيقه إيانا لما وفقنا من الهداية"(١).
ظاهر قول ابن كثير:" يقول تعالى آمرا رسوله ﷺ أن يقول: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ أي: على نعمه على عباده، من النعم التي لا تعد ولا تحصى، وعلى ما اتصف به من الصفات العلى والأسماء الحسنى"(٢).
أصحاب القول الثاني:
ما ذهب إليه جماعة من المفسرين: من أن قوله تعالى: ﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى﴾ متصل بما قبله، وأمر بالتحميد على إهلاك الظالمين؛ كقوله تعالى: ﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (٣).
ابن عاشور:"أمر الرسول بالحمد على ما احتوت عليه القصص السابقة من نجاة الرسل من العذاب الحال بقومهم وعلى ما أعقبهم الله على صبرهم من النصر ورفعة الدرجات. وعلى أن أهلك الأعداء الظالمين كقوله ﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ "(٤).
أبو زهرة:" ونظير هذا النص - يعني قوله تعالى: ﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ - قوله تعالى: ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (٥٨) قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى﴾ الآية"(٥).
(١) جامع البيان: الطبري (١٨/ ٩٨). (٢) تفسير القرآن العظيم: ابن كثير (٥/ ٦٨٢). (٣) انظر: تفسير القرآن العظيم: السخاوي (١/ ٢٠)، وانظر: فتوح الغيب: الطيبي (١١/ ٥٤٩). (٤) التحرير والتنوير: ابن عاشور (٢٠/ ٦). (٥) زهرة التفاسير: أبو زهرة (٥/ ٢٥٠٢).