بادتْ وغَيَّرَ آيَهنّ مع البلى … إلا رواكِدَ جمرُهُن هباءُ
و مُشجّجٌ أما سواءُ قَذاِله … فبدا وغيَّر سارَه المعزاءُ (١).
لأن الرواية بنصب «رواكد» على الاستثناء، ورفع مشجج عطفا عليه، لأن المعنى لم يبق منها إلا رواكد ومشجج، ومراده بالرواكد أثافي القدر، وبالمشجج وتد الخباء، وبه تعلم أن وجه الخفض في قراءة حمزة، والكسائي هو المجاورة للمخفوض (٢).
الثاني: ورود أمثلة من الشعر حُملت ألفاظها على أنها من باب (الجر على الجوار) مع وجود أداة عطف.
بجر (قدير) لمجاورته للمخفوض، مع أنه عطف على (صفيف) المنصوب بأنه مفعول اسم الفاعل الذي هو (منضج)، والصفيف: فعيل بمعنى مفعول وهو المصفوف من اللحم على الجمر لينشوي، والقدير: كذلك فعيل بمعنى مفعول، وهو المجعول في القدر من اللحم لينضج بالطبخ (٥).
ومن الخفض بالمجاورة في العطف، قول زهير:
(١) الكتاب: سيبويه (١/ ١٧٤)، وانظر: ديوان ذي الرمة شرح أبي نصر الباهلي (٣/ ١٨٤٠). (٢) انظر: التبيان: العكبري (١/ ٤٢٢)، وانظر: أضواء البيان: الشنقيطي (١/ ٣٣١، ٣٣٢). (٣) انظر: التبيان: العكبري (١/ ٤٢٢). (٤) أساس البلاغة: الزمخشري (١/ ٦١٦). ولم أجد البيت في ديوان امرؤ القيس. (٥) انظر: أضواء البيان: الشنقيطي (١/ ٣٣١).