القبائح، لأن الله -تعالى- نفى أن ينال عهده - الذي هو الإمامة- ظالم، ومن ليس بمعصوم فهو ظالم إما لنفسه أو لغيره" (١).
الطبطبائي (٢): " يستنتج من الآية: أن الإمام يجب أن يكون معصومًا عن الضلال والمعصية، وإلا كان غير مهتد بنفسه، كما يدل عليه قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾ [سورة الأنبياء: ٧٣]" (٣).
أصحاب القول الثاني: أهل السنة ومن وافقهم من الأشاعرة.
الرازي: " أما الشيعة فيستدلون بهذه الآية على صحة قولهم في وجوب العصمة ظاهرا وباطنا، وأما نحن فنقول: مقتضى الآية ذلك، إلا أنا تركنا اعتبار الباطن فتبقى العدالة الظاهرة معتبرة" (٤).
النيسابوري (٥): قال في تفسيره للآية" العبرة بالعدالة الظاهرة فنحن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر خلافا للشيعة فإنهم يقولون بوجوب العصمة ظاهرا وباطنا" (٦).
المظهري (٧): "ليس في الآية حجة للروافض على كون العصمة شرطا في الإمامة والله
(١) التبيان في تفسير القرآن: الطوسي (٣/ ٣٨١، ٣٨٢)، وانظر: مجمع البيان: الطبرسي (١/ ٢٧٩). (٢) وهو: محمد حسين بن السيد محمد بن الميرزا علي أصغر الطبطبائي التبريزي القاضي، مدرس كبير، متضلع في التفسير والفلسفة والحديث والكلام والأصول، وكاتب بليغ في العربية والفارسية، مات سنة ١٤٠٢ هـ. ينظر: معجم رجال الفكر والأدب في النجف: الأميني (ص: ٨٥). (٣) الميزان في تفسير القرآن: الطبطبائي (١/ ١٢٤)، بتصرف. (٤) مفاتيح الغيب: الرازي (٤/ ٣٨). (٥) وهو: الحسن بن محمد النيسابوري ابن حبيب، أبو القاسم، المفسر، الواعظ، صاحب كتاب (عقلاء المجانين)، صنف في التفسير والآداب، مات في ذي الحجة سنة ٤٠٦ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء: الذهبي (١٧/ ٢٣٧). (٦) غرائب القرآن: النيسابوري (١/ ٣٨٨). (٧) وهو: محمد ثناء الله الباني النقشبندي الهندي، فقيه حنفي، مفسر، كان فقيهاً أصولياً زاهداً مجتهداً، له اختيارات في المذهب، ومصنفات عظيمة في الفقه والتفسير والزهد، مات سنة ١٢١٦ هـ. ينظر: نزهة الخواطر: الطالبي (٧/ ٩٤٢).