الجصاص:" ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا﴾ وهذا يدل على وجوب مواراة الميت ودفنه ودفن شعره وسائر ما يزايله"(٢).
ابن العربي:"احتج علماؤنا بهذه الآية في قطع النباش لأنه سرق من حرز مكفوت، وحمى مضموم، وقد مهدنا ذلك في مسائل الخلاف، وقررنا أن ينظر في دخوله في هذه الآية بأن نقول: هذا حرز كفات، لقول الله تعالى: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا﴾ "(٣).
ابن عاشور:"يؤخذ من الآية وجوب الدفن في الأرض إلا إذا تعذر ذلك"(٤).
أصحاب القول الثاني:
الطبري:" معنى الكلام: ألم نجعل الأرض كفات أحيائكم وأمواتكم، تكفت أحياءكم في المساكن والمنازل، فتضمهم فيها وتجمعهم، وأمواتكم في بطونها في القبور، فيدفنون فيها"(٥).
السمعاني:" ومعنى الكفات هاهنا: هو أن الأرض تضم الخلق أحياء وأمواتا، فالضم في حال الحياة هو باكتنانهم واستقرارهم على ظهرها، وبعد الممات باكتنانهم في بطنها وهو القبور"(٦).
ابن الفرس: "قال أبو عمر عبد البر: احتج من رأى القطع بقول الله تعالى: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (٢٥) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (٢٦)﴾، وأن النبي ﷺ سمى القبر بيتًا (٧)، وليس في هذا كله ما
(١) أخرج عنه البخاري في التاريخ الكبير (١/ ٦٧٦)، برقم: (٨٨٧)، وانظر: مفاتيح الغيب: الرازي (٣٠/ ٧٧٣)، وانظر: البحر المحيط: أبو حيان (٢١/ ١٧٢). (٢) أحكام القرآن: الجصاص (٥/ ٣٧١). (٣) أحكام القرآن: ابن العربي (٤/ ٣٥٧)، وانظر: الجامع لأحكام القرآن: القرطبي (٢١/ ٥٠٦). (٤) التحرير والتنوير: ابن عاشور (٢٩/ ٤٣٣). (٥) جامع البيان: الطبري (٢٣/ ٥٩٦). (٦) تفسير القرآن: السمعاني (٦/ ١٢٩)، وانظر: معالم التنزيل: البغوي (٨/ ٣٠٦). (٧) انظر: التمهيد: ابن عبد البر (٨/ ٢٣٩)، وانظر: الاستذكار: ابن عبد البر (٣/ ٨٤).