السلف كالحسن، وابن سيرين، وشريك، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيي بن معين، وقتادة، والزهري، وحماد بن زيد، وغيرهم (١).
الثاني: سياق الآيات الذي يدل على أن هناك فرق بين الإسلام والإيمان في قوله تعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا﴾ الآية. وذلك أن السورة من أولها إلى هذه الآية في النهي عن المعاصي، من النهي عن الاقتتال والسخرية والغيبة والتجسس، وليس فيها ذكر المنافقين حتى يكون النفاق في مقابل الإسلام والإيمان في الآية (٢).
الثالث: سياق الآيات بعد قوله تعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا﴾ الآية. وذلك لأن الله تعالى قال: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا﴾ [سورة الحجرات: ١٥]، الآية، يعني - والله أعلم - أن المؤمنين الكاملي الإيمان، هم هؤلاء، لا أنتم، بل أنتم منتف عنكم الإيمان الكامل (٣)، مما يدل على أن هناك عموم وخصوص في مفهوم الإسلام والإيمان.
الرابع: أن الله تعالى قال في الآية: ﴿وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ وهذا الحرف - أي:(لما) ينفى به ما قرب وجوده وانتظر وجوده ولم يوجد بعد. فيقول لمن ينتظر غائبا أي (لما). ويقول قد جاء لما يجئ بعد. فلما قالوا: ﴿آمَنَّا﴾ قيل: ﴿لَمْ تُؤْمِنُوا﴾ بعد بل الإيمان مرجو منتظر منهم (٤)، فدل هذا على الفرق بين الإسلام والإيمان في الآية وأن بينهما عموم وخصوص.
(١) انظر: فتح الباري: ابن رجب (١/ ١٢٩)، وانظر: تفسير ابن رجب: طارق عوض الله (٢/ ٢٩١). (٢) انظر: شرح الطحاوية: ابن أبي العز (ص: ٣٣٤). (٣) انظر: شرح الطحاوية: ابن أبي العز (ص: ٣٣٤). (٤) انظر: مجموع الفتاوى: ابن تيمية (٧/ ٤٧٧)، وانظر: شرح العقيدة السفارينية: العثيمين (١/ ٣٩٥).