الزمخشري:"كل واحد من هذين الحذفين غير مردود على انفراده، فأما اجتماعهما فمنكر من المنكرات، على أن صون القرآن عن مثل هذا التعسف واجب"(١).
السخاوي:"و ﴿لَا يَسَّمَّعُونَ﴾ مستأنف، التقدير: أن سائلا قال: فما شأنهم عند التسمع؟ قلت: لا يسمعون، وهم مطرودون عن التسمع" … إلى أن قال: "الحذف في هذين الحرفين معا منكر، أما حذف أحدهما فجائز"(٢).
البيضاوي:" ﴿لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى﴾ كلام مبتدأ لبيان حالهم بعد ما حفظ السماء عنهم، ولا يجوز جعله صفة لكل شيطان فإنه يقتضي أن يكون الحفظ من شياطين لا يسمعون، ولا علة للحفظ على حذف اللام … إلى أن قال: فإن اجتماع ذلك منكر"(٣).
أبو حيان:"قول من قال: إن الأصل لأن لا يسمعوا، فحذفت اللام و (أن)، فارتفع الفعل، قول متعسف يُصان كلام الله عنه"(٤).
أبو السعود:"فأمَّا اجتماعهما -يعني حذف (أن) و (لا) - فمن أنكر المنكرات التي يجب تنزيه ساحة التنزيل الجليل عن أمثالها"(٥).
أصحاب القول الثاني:
الطبري:" الأخبار الواردة عن رسول الله ﷺ وعن أصحابه، أن الشياطين قد تتسمع الوحي، ولكنها ترمى بالشهب لئلا تسمع"(٦).
(١) الكشاف: الزمخشري (٤/ ٣٦). (٢) تفسير القرآن العظيم: السخاوي (٢/ ١٩١). (٣) أنوار التنزيل: البيضاوي (٥/ ٦). (٤) البحر المحيط: أبو حيان (١٨/ ١٥٥). (٥) إرشاد العقل السليم: أبو السعود (٧/ ١٨٥). (٦) جامع البيان: الطبري (١٩/ ٤٩٨).