قالَ البُخاريُّ: بَابُ العَرضِ في الزَّكاةِ: وقالَ طَاوُسٌ: «قالَ مُعَاذٌ ﵁ لأَهلِ اليَمنِ ائْتُونِي بعَرضٍ (١) ثِيابٍ خَميصٍ (٢) أو لَبيسٍ (٣) في الصَّدقةِ مَكانَ
(١) قال بَدرُ الدِّينِ العَينيُّ في «عُمدةِ القاري» (٩/ ٣): «والعَرضُ»، بفَتحِ العَينِ وسُكونِ الراءِ: خِلافُ الدَّنانيرِ والدَّراهمِ التي هي قيمُ الأشياءِ، وبفَتحِ العَينِ: ما كان عارِضًا لك من مالٍ، قَلَّ أو كَثُرَ، يُقالُ: الدُّنيا عَرضٌ حاضِرٌ يأكُلُ منها البَرُّ والفاجِرُ، فكلُّ عَرضٍ بسُكونٍ عَرَضٌ بالفَتحِ بدونِ العَكسِ، والعَرضُ يُجمَعُ على عُروضٍ، وقال ابنُ قُرقُولٍ: قَولُه ﷺ: «ليس الغِنى عن كَثرةِ العَرَضِ»، بفَتحِ الراءِ: يَعني كَثرةَ المالِ والمَتاعِ ويُسمَّى عَرَضًا؛ لأنَّه عارِضٌ يَعرِضُ وَقتًا ثم يَزولُ ويَفنَى. ومنه قَولُه: «يَبيعُ دِينَه بعَرَضٍ من الدُّنيا» أي: بمَتاعٍ منها ذاهِبٍ فانٍ. والعَرضُ ما عدا العَينَ، قاله أبو زَيدٍ. وقال الأصمَعيُّ: ما كان من مالٍ غَيرِ نَقدٍ، قال أبو عُبَيدٍ، ما عدا الحَيوانَ والعَقارَ والمَكيلَ والمَوزونَ. وفي (الصِّحاحِ): العَرضُ المَتاعُ وكلُّ شَيءٍ فهو عَرضٌ، سِوى الدَّراهِمِ والدَّنانيرِ فإنَّها عَينٌ. وقال أبو عُبَيدٍ: العُروضُ الأمتِعةُ التي لا يَدخُلُها كَيلٌ ولا وَزنٌ ولا يَكونُ حَيوانًا ولا عَقارًا، والعِرضُ، بكَسرِ العَينِ: النَّفسُ، يُقالُ أكرَمتُ عِرضي عنه، أي: صُنتُ عنه نَفسي، وفُلانٌ نَقيُّ العِرضِ، أي: بَريءٌ من أنْ يُشتَمَ أو يُعابَ. وقد قيل: عِرضُ الرَّجُلِ حَسَبُه، والعُرضُ، بضَمِّ العَينِ: ناحيةُ الشَّيءِ من أيِّ وَجهٍ جِئتَه ورأيتَه في عُرضِ الناسِ، أي: فيما بينَهم. (٢) قال العَينيُّ في «عُمدةِ القارِي» (٩/ ٤): قَولُه: (خَميصٌ)، بالصادِ، كذا ذكَره البُخاريُّ فيما قاله عِياضٌ وابنُ قُرقُولٍ، وقال الداوديُّ والجَوهَريُّ: ثَوبٌ خَميسٌ، بالسِّينِ، ويُقالُ له أيضًا: خَموصٌ، وهو الثَّوبُ الذي طُولُه خَمسةُ أذرُعٍ، يَعني الصَّغيرَ من الثِّيابِ، وقال أبو عُمَرَ: وأوَّلُ مَنْ عَمِلها باليَمنِ مَلِكٌ يُقالُ له الخَميسُ. وفي (مَجمَعِ الغرائِبِ): أوَّلُ مَنْ عَمِله يُقالُ له الخَميسُ. وفي (المُغيثِ): الخَميسُ الثَّوبُ المَخموسُ الذي طُولُه خَمسٌ. وقال ابنُ التِّينِ: لا وَجهَ لأنْ يَكونَ بالصادِ، فإنْ صَحَّت الرِّوايةُ بالصادِ يَكونُ مُذكَّرَ الخَميصةِ، فاستعارَها لِلثَّوبِ. وقال الكَرمانيُّ: هو الكِساءُ الأسوَدُ المُربَّعُ له عَلَمانِ. (٣) قال العَينيُّ: قَولُه: (أو لَبيسٍ)، بفَتحِ اللَّامِ وكَسرِ الباءِ المُوحَّدةِ: بمَعنى المَلبوسِ، مِثلَ قَتيلٍ ومَقتولٍ، وقال ابنُ التِّينِ: ولو كان أرادَ الاسمَ لَقالَ: لَبوسٍ لأنَّ اللَّبوسَ كلُّ ما يُلبَسُ من ثِيابٍ ودِرعٍ.