وقالَ الحَنابلَةُ وأبو يُوسفَ مِنْ الحَنفيةِ: يَخطُبُ الإمامُ خُطبةً واحدةً يَفتتِحُها بالتَّكبيرِ؛ لقولِ ابنِ عَباسٍ ﵁:«لم يَخطُب خُطبَكم هذه، ولَكِن لم يَزلِ في الدُّعاءِ والتَّضرُّعِ والتَّكبيرِ»(٢)، وهذا يَدلُّ على أنَّه ما فصَلَ بينَ ذلك بسُكوتٍ ولا جُلوسٍ، ولأنَّ المَقصودَ منها الدُّعاءُ، لا يَقطعُها بالجَلسةِ (٣).
قالَ الكاسانِيُّ ﵀: ولا يُخرِجُ المِنبَرَ في الاستِسقاءِ، ولا يَصعَدُه لو كانَ في مَوضعِ الدُّعاءِ مِنبَرٌ؛ لأنَّه خِلافُ السُّنةِ، وقد عابَ النَّاسُ على مَروانَ ابنِ الحَكمِ عندَ إخراجِه المِنبَرَ في العِيدَينِ، ونَسبُوه إلى خِلافِ السُّنةِ، ولكِن
(١) «مختصر القَدوري» (٤٤)، و «معاني الآثار» (٢/ ٢٥٩)، والطَّحطاوي (٣٦٠)، و «الشرح الصغير» (١/ ٣٥٢)، و «بداية المجتهد» (١/ ٢٩٧)، و «المجموع» (٦/ ١٥٣)، و «المغني» (٣/ ١٧٠، ١٧١). (٢) حَديثٌ حَسنٌ: تَقدَّمَ. (٣) «بدائع الصنائع» (١/ ١٨٣)، و «ابن عابدين» (٢/ ١٨٤)، و «الشرح الصغير» (١/ ٣٥٣)، و «المجموع» (٦/ ١٥٣)، و «المغني» (٣/ ١٧١).