قالَ الإمامُ النَّوويُّ ﵀: يُفاوِتُ الإمامُ بينَ أهلِ الرَّضخِ بحسَبِ نَفعِهم، فيُرجِّحُ المُقاتِلَ ومَن قِتالُه أكثَرُ على غيرِه، والفارِسَ على الراجِلِ، والمَرأةَ التي تُداوي الجَرحى وتَسقي العِطاشَ على التي تَحفَظُ الرِّحالَ، بخِلافِ سَهمِ الغَنيمةِ؛ فإنَّه يَستَوي فيه المُقاتِلُ وغيرُه؛ لأنَّه مَنصوصٌ عليه، والرَّضخُ بالاجتِهادِ، كدِيةِ الحُرِّ وقيمةِ العبدِ (١).
مَحَلُّ الرَّضخِ:
اختَلفَ الفُقهاءُ في مَحلِّ الرَّضخِ هل هو من أصلِ الغَنيمةِ أو من أربَعةِ أَخماسِ الغَنيمةِ أو من الخُمسِ أو من خُمسِ الخُمسِ على أقوالٍ:
فذهَبَ الحَنفيةُ والشافِعيةُ في مُقابِلِ الأظهَرِ والحَنابِلةُ في وَجهٍ إلى أنَّ مَحلَّ الرَّضخِ هو أصلُ الغَنيمةِ قبلَ إخراجِ الخُمسِ؛ لأنَّه استُحِقَّ بالمُعاوَنةِ في تَحصيلِ الغَنيمةِ، فأشبَه أُجرةَ النَّقالِينَ والحافِظينَ لها.
ويَرى الشافِعيةُ في أظهَرِ الأقوالِ والحَنابِلةُ في المَذهبِ أنَّ الرَّضخَ يَكونُ من أربَعةِ أَخماسِ الغَنيمةِ بعدَ إخراجِ خُمسِ الغَنيمةِ؛ لأنَّه استُحِقَّ بحُضورِ الوَقعةِ فأشبَهَ سِهامَ الغانِمينَ.
وذهَبَ الشافِعيةُ في قَولٍ إلى أنَّ مَحلَّ الرَّضخِ هو خُمسُ الخُمسِ.