تَمكينًا منه جَلَّ وعَلا من العَملِ الصالِحِ وقَضاءِ حاجَتِه عندَ احتِياجِه إلى تَحصيلِ المَصالحِ.
وهذه العُقودُ ما شُرِعَت إلا لحَوائجِ العِبادِ، فإذا مسَّت حاجَتُهم إلى الوَصيةِ وجَبَ القَولُ بجَوازِها.
وبه تَبيَّنَ أنَّ مِلكَ الإِنسانِ لا يَزولُ بمَوتِه فيما يَحتاجُ إليه، ألَا تَرى أنَّه بَقيَ في قَدرِ جَهازِه من الكَفنِ والدَّفنِ وبَقيَ في قَدرِ الدَّينِ الذي هو مُطالَبٌ به من جِهةِ العِبادِ لحاجةٍ إلى ذلك؟ كذلك ههنا (١).
سَببُ مَشروعيتِها:
وسَببُ الوَصيةِ سَببُ سائِرِ التَّبرعاتِ، وهو إِرادةُ تَحصيلِ الذِّكرِ الحَسنِ في الدُّنيا والوُصولِ إلى الدَّرجاتِ العاليةِ في العُقبى (٢).