اتَّفقَ فُقهاءُ المَذاهبِ الأربَعةِ على أنه يُتَّبعُ شَرطُ الواقفِ في النَّظرِ على الوَقفِ، فإذا جعَلَ الواقفُ النَّظرَ لشَخصٍ مُعيَّنٍ -سَواءٌ كانَ رَجلًا أو امرَأةً- اتُّبعَ شَرطُه كسائرِ شُروطِه، و «لأنَّ عُمرَ بنَ الخطَّابِ ﵁ جعَلَ وقْفَه تَليهِ حَفصةُ ما عاشَتْ، ثمَّ يَليهِ ذو الرَّأيِ مِنْ أهلِها»(١)، وفي وَقفِ عَليٍّ ﵁ شرَطَ النَّظرَ لابنِهِ الحَسنِ، ثمَّ لابنِه الحُسينِ ﵄، ولأنَّ مَصرِفَ الوَقفِ يُتَّبعُ فيهِ شَرطُ الواقفِ، فكذلكَ النَّظرُ (٢).
(١) صَحِيحٌ: رواه أبو داود (٢٨٧٩)، و «الدارقطني» (٥/ ٣٤١)، والبيهقي في «الكبرى» (٦/ ١٦٠). (٢) «شرح فتح القدير» (٦/ ٢٣١)، و «تبيين الحقائق» (٣/ ٣٢٩)، و «العناية شرح الهداية» (٨/ ٣٥٣)، و «البحر الرائق» (٥/ ٢٤٣)، و «الجوهرة النيرة» (٤/ ١٠٩)، و «اللباب» (١/ ٦٢٥)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٥/ ٤٧٥)، و «شرح مختصر خليل» (٧/ ٩٢)، و «تحبير المختصر» (٤/ ٦٥٥)، و «مغني المحتاج» (٣/ ٤٨٠)، و «تحفة المحتاج» (٧/ ٥٣٩)، و «نهاية المحتاج» (٥/ ٤٥٥)، و «النجم الوهاج» (٥/ ٥١٩)، و «كنز الراغبين» (٣/ ٢٦٦)، و «الديباج» (٢/ ٥٣٤)، و «المغني» (٥/ ٣٧٧)، و «المبدع» (٥/ ٣٣٥)، و «كشاف القناع» (٤/ ٣٢١)، و «شرح منتهى الإرادات» (٤/ ٣٥٥)، و «مطالب أولي النهى» (٤/ ٣١٨).