وقالَ الشافِعيةُ: قَطعُ الطَّريقِ: هو البُروزُ لأخذِ مالٍ أو لقَتلٍ أو إرعابٍ مُكابَرةً اعتِمادًا على الشَّوكةِ مع البُعدِ عن مَسافةِ الغَوثِ (١).
وقال الحَنابلةُ: المُحارِبونَ: وهُم قُطَّاعِ الطريقِ الذينَ يَعرِضونَ للناسِ بسِلاحٍ ولو بعَصًا وحِجارةٍ في صَحراءَ أو بُنيانٍ أو بَحرٍ فيَغصبونَهم مالًا مُحتَرمًا قَهرًا مُجاهَرةً (٢).
وعن أبي قِلابةَ عن أنسٍ ﵁ قالَ: «قَدِمَ رَهطٌ مِنْ عُكلٍ على النبيِّ ﷺ كانوا في الصُّفَّةِ فاجتَوَوا المَدينةَ فقالوا: يا رسولَ اللهِ أبغِنَا رُسلًا، فقالَ: ما أَجدُ لكُم إلا أنْ تَلحَقُوا بإبِلِ رَسولِ اللهِ ﷺ، فأتَوْها فشَربُوا مِنْ ألْبانِها وأبوَالِها حتى صَحُّوا وسَمِنُوا وقَتَلوا الرَّاعيَ
(١) «أسنى المطالب» (٤/ ١٥٤)، و «مغني المحتاج» (٥/ ٤٩٤). (٢) «المغني» (٩/ ١٢٤)، و «شرح الزركشي» (٣/ ١٣٧)، و «كشاف القناع» (٦/ ١٩٠)، و «شرح منتهى الإرادات» (٦/ ٢٦١).