من أجلِ هذا الخِلافِ، نَبَّه ابن الشِّحنةِ على أنَّه يَنبَغي إلقاءُ النُّخامةِ، حتى لا يَفسُدَ صَومُه على قَولِ الإمامِ الشافِعيِّ، ولِيَكونَ صَومُه صَحيحًا بالاتِّفاقِ لِقُدرتِه على مَجِّها (١).
قال ابنُ هُبَيرةَ: واتَّفَقوا: -أي: الأئِمَّةُ الأربَعةُ- على أنَّ الغِيبةَ والكَذبَ يُكرَهان لِلصائِمِ، ولا يُفطِرانِه، وصَومُه صَحيحٌ في الحُكمِ (٢) لِقَولِ النَّبيِّ ﷺ: «إذا كان يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ ولا يَسْخَبْ؛ فإنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أو قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إني امْرُؤٌ صَائِمٌ … » رَواه البُخاريُّ ومُسلِمٌ من حَديثِ أبي هُرَيرةَ.
ولِقَولِ النَّبيِّ ﷺ:«مَنْ لم يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» رَواه البُخاريُّ.
قال ابنُ قُدامةَ ﵀: ويَجِبُ على الصائِمِ أنْ يُنزِّهَ صَومَه عن الكَذِبِ والغِيبةِ والشَّتمِ.
قال أحمدُ: يَنبَغي لِلصائِمِ أنْ يَتعاهَدَ صَومَه من لِسانِه، وألَّا يُماريَ، وأنْ يَصونَ صَومَه، كانوا إذا صاموا قعَدوا في المَساجِدِ، وقالوا: نَحفَظُ صَومَنا، وألَّا يَغتَابَ أحَدًا ولا يَعمَلَ عَملًا يَجرَحُ به صَومَه (٣).