اشتَرطَ الفُقهاءُ في لَفظِ الضَّمانِ مِنْ صِيغةٍ تَدلُّ على التِزامِ الكَفيلِ، إمَّا صَراحةً وإمَّا كِنايةً؛ لأنَّ الرِّضا لا يُعرفُ إلا بذلك (١).
والصِّيغةُ الصَّريحةُ في الضَّمانِ، مِثلَ:«أنا كَفيلٌ»، أو «أنا ضامِنٌ»، أو «أنا زَعيمٌ»، أو «أنا حَميلٌ»، أو «أنا قَبيلٌ»، أو «تَكفَّلتُ ببَدنِ فُلانٍ»(٢)، و «أنا ضامِنٌ لكَ دَينَك على فُلانٍ».
قال الإمامُ الكاسانيُّ الحَنفيُّ ﵀: أمَّا لَفظُ الكَفالةِ والضَّمانِ فصَريحانِ، وكذلك الزَّعامةُ بمَعنى الكَفالةِ، والغَرامةُ بمَعنى الضَّمانِ، قال النَّبيُّ ﷺ:«الزَّعيمُ غارِمٌ» أي: الكَفيلُ ضامِنٌ، وكذلك القُبالةُ بمَعنى الكَفالةِ أيضًا، يُقالُ:«قَبِلتُ به أقبَلُ قُبالةً»، و «تَقبَّلتُ به»، أي كَفلتُ، قال اللهُ ﷾: ﴿أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا﴾ [الإسراء: ٩٢]، أي: كَفيلًا يَكفُلونَه بما يَقولُ، والحَميلُ بمَعنى المَحمولِ، فَعيلٌ بمَعنى المَفعولِ، كالقَتيلِ بمَعنى المَقتولِ، وهو يُنبئُ عن تَحمُّلِ الضَّمانِ (٣).
(١) «حاشية الصاوي على الشرح الصغير» (٣/ ٢٧٣)، و «روضة الطالبين» (٤/ ٢٦٠)، و «حاشية الجمل» (٣/ ٣٨٦)، و «الإنصاف» (٨/ ٣٦٦). (٢) «بدائع الصانع» (٧/ ٣٥٦). (٣) «بدائع الصانع» (٧/ ٣٥٦).