أحَدُهما: أنَّه قالَ: يَقولُ العَبدُ: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [﴿: ٢]، ولو كانَت منها لَكانَ يَقولُ: فإذا قالَ: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾.
والآخَرُ: إخبارُه بأنَّها نِصفانِ، وهذا لا يُمكِنُ إلا أن يَكونَ أوَّلُها ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [﴿: ٢]، وإلا كانَ أكثرَ مِنْ نِصفِها، وقالَ ﵇:«لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورةً ما أُنْزِلَ في التَّوراةِ ولا في الإنجِيلِ مِثلُها»، فذكرَ إلى أن قالَ:«كَيفَ تَقُولُ إذا افتَتحتَ الصَّلاةَ؟ فقَرَأتُ: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [﴿: ٢]، حتى أتَيتُ على آخرِها»، مَوضِعُ الدَّليلِ أنَّه لم يَذكُرِ التَّسمِيَةَ، ولم يُنكِر ذلك عليه، فدلَّ على أنَّها لَيسَت منها (١).
وقالَ الحَنابلَةُ في الصَّحِيحِ مِنْ المَذهبِ: إنَّ البَسمَلَةَ ليست بآيَةٍ مِنْ الفاتِحةِ.
(١) «الإشراف على نُكت مسائل الخلاف» (١/ ٢٥٥، ٢٥٦) رقم (١٧٦)، ويُنظر: «الذخيرة» (٢/ ١٧٦، ١٧٨)، و «القوانين الفقهية» (٤٤). (٢) رواه النسائي (٩٠٥)، وابن خزيمة في «صحيحه» (١/ ٢٥١)، وابن حبَّان في «صحيحه» (٥/ ١٠٠)، والدَّارقطنيُّ (١/ ٣٠٠)، وقال: صَحيح، رُواته كلهم ثِقات، والبَيهَقي (٢/ ١٤٦، ١٥٨)، وقال: إسناده صَحيح، وقال الحافظ في «الفتح» (٢/ ٢٦٧): «وهو أصح حديث ورد في ذلك، لكن ضَعَّف الألباني إسناده».