أنَّها رُقيةٌ؟ ثم قالَ: قد أصَبتُم، اقسِموا واضرِبوا لي معكم سَهمًا. فضحِكَ رَسولُ اللهِ ﷺ» (١).
وقالَ البُخاريُّ في «صَحيحِه»: بابُ مَنْ استَوهَبَ من أَصحابِه شَيئًا، وقالَ أبو سَعيدٍ: قالَ النَّبيُّ ﷺ: «اضرِبوا لي معكم سَهمًا».
قالَ ابنُ بَطالٍ ﵀: استِيهابُ الصَّديقِ المُلاطِفِ حَسنٌ إذا عُلمَ أنَّ ما يَستوهِبُه تَطيبُ به نَفسُه، ويُسرُّ بهِبتِه (٢).
وقالَ الحافِظُ ابنُ حَجرٍ ﵀: قَولُه: بابُ مَنْ استَوهَبَ من أَصحابِه شَيئًا. أي: سَواءٌ كانَ عَينًا أو مَنفعةً جازَ، أي: بغيرِ كَراهةٍ في ذلك إذا كانَ يَعلمُ طِيبَ أنفُسِهم (٣).
وعن جابِرٍ ﵁ قالَ: بعَثَنا رَسولُ اللهِ ﷺ وأمَّرَ علينا أَبا عُبيدةَ نتلَقَّى عِيرًا لقُريشٍ، وزوَّدَنا جِرابًا من تَمرٍ لم يَجدْ لنا غيرَه، فكانَ أَبو عُبيدةَ يُعطينا تَمرةً تَمرةً -قال- فقُلتُ: كيف كُنْتُمْ تَصنَعون بها؟ قالَ: نمُصُّها كما يَمصُّ الصَّبيُّ، ثم نَشربُ عليها من الماءِ فتَكفينا يَومَنا إلى اللَّيلِ، وكُنا نَضربُ بعِصِيِّنا الخَبطَ ثم نَبُلُّه بالماءِ فنأكُلُه. قالَ: وانطلَقْنا على ساحِلِ البَحرِ فرُفعَ لنا على ساحِلِ البَحرِ كهَيئةِ الكَثيبِ الضَّخمِ، فأتَيْناه فإذا هي دابَّةٌ تُدعى العَنبرُ. قالَ: قالَ أبو عُبيدةَ: مَيتةٌ، ثم قالَ: لا، بل نَحنُ رُسلُ رَسولِ اللهِ