واستدَلُّوا على أنَّ المُستحَبَّ أنْ يَدفعَ المُزكِّي زَكاةَ فِطرِه إلى الإمامِ بما يَلي:
عَنْ نافِعٍ، أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عُمرَ كانَ «يَبعثُ بزَكاةِ الفِطرِ إلى الذي تُجمَعُ عندَه قبلَ الفِطرِ بيَومَينِ أو ثَلاثةٍ»(٣).
فهذا الأثَرُ يَدلُّ على أنَّ ابنَ عُمرَ ﵄ كانَ يَبعَثُ بزَكاةِ فِطرِه إلى الذي تُجمَعُ عندَه، وهو الإمامُ أو نائِبُه، فدَلَّ هذا على أنَّ دَفعَها إلى الإمامِ أفضَلُ ولو كانَ تَفريقُ المُكلَّفِ بزَكاةِ الفِطرِ بنَفسِه أفضَلَ لَما عدَلَ ابنُ عُمرَ وهو مِنْ أحرَصِ الصَّحابةِ على اتِّباعِ السُّنةِ كما هو مَعروفٌ عنه.
(١) «المنتقى» للباجي (٢/ ١٩٠)، «شرح الزرقاني على مختصر خليل» (٢/ ١٨٩)، و «شرح الخرشي على مختصر خليل» (٢/ ٢٢٠)، و «التاج والإكليل مع مواهب الجليل» (٢/ ٣٧٣)، و «الذخيرة» (٣/ ١٧٠). (٢) «شرح الخرشي على مختصر خليل» (٢/ ٢٣٢)، وانظر: «المرونة» (٢/ ٣٥٩). (٣) رواه الإمام مالك في «الموطأ» (١/ ٢٨٥) باب وقت إرسال زَكاة الفطر برقم (٦٢٩) وسندُه صحيحٌ.