ابنُ شاسٍ: كانوا يُعاقِبونَ الرَّجلَ على قَدرِه وقَدرِ جِنايتِه، منهُم مَنْ يُضرَبُ، ومنهم مِنْ يُحبَسُ، ومنهم مَنْ يُقامُ واقفًا على قَدميهِ في المَحافلِ، ومنهم مَنْ تُنزعُ عِمامتُه، ومنهم مَنْ يُحَلُّ إزارُه.
قالَ ابنُ عَرفةَ: وممَّا جرَى به عملٌ مِنْ أنواعِ التعزيرِ ضربُ القفَا مُجرَّدًا عن ساترٍ بالأكُفِّ.
وقالَ الشافِعيةُ: يَجوزُ التَّعزيرُ بحَبسٍ ونَفيٍ أو ضَربٍ أو صَفعٍ بالكفِّ أو تَوبيخٍ باللسانِ وبالإعراضِ عنه، وللإمامِ أنْ يَقتصرَ على التوبيخِ إنْ رآهُ مَصلحةً، وله إشهارُه في الناسِ زِيادةً على النَّكالِ، وهذا مَحثوثٌ عليه في شَهادةِ الزُّورِ، فيُشهَّرُ على بابِ المَسجدِ وفي سُوقِه وقَبيلتِه، ويُنادَى عليه:«هذا شاهِدُ زُورٍ فاعرِفوهُ».
وله أنْ يُجرِّدَ المُعزَّرَ مِنْ ثيابِه ما سِوى العَورةَ.
ويَجوزُ تَسويدُ وَجهِه في أصَحِّ الوَجهينِ (٢).
(١) «التاج والإكليل» (٥/ ٣٧٢)، و «شرح مختصر خليل» (٨/ ١١٠)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٦/ ٣٧٠)، و «تحبير المختصر» (٥/ ٤٠٣). (٢) «الحاوي الكبير» (١٣/ ٤٢٥)، و «روضة الطالبين» (٦/ ٦٢١)، و «النجم الوهاج» (٩/ ٢٣٨، ٢٣٩)، و «مغني المحتاج» (٥/ ٥١٦)، و «نهاية المحتاج» (٨/ ٢٥، ٢٦).