والنَّشيجُ: على وَزنِ «فَعِيلٌ»، مِنْ نَشَجَ الباكِي نَشجًا، إذا غُصَّ بالبُكاءِ في حَلقِه، أو تردَّدَ في صَدرِه، ولم يَنتَحِب، وكلُّ صَوتٍ بَدأَ كالنَّفحةِ فهوَ نَشيجٌ، ذكرَه أبو المَعالي في:«المُنتَهى»، وفي «المُحكَم»: النَّشيجُ أشَدُّ البُكاءِ، وقيلَ: هيَ فاقةٌ يَرتَفِعُ لها النَّفَسُ، كالفِراقِ.
وقالَ أبو عُبَيدٍ: النَّشيجُ: هو مِثلُ بُكاءِ الصَّبيِّ إذا ردَّدَ صَوتَه في صَدرِه ولم يُخرِجه.
قالُوا: فهذا عمرُ نشَج ولم يُنكِر عليه أحَدٌ من الصَّحابةِ، وقد كانُوا خلفَه؛ فصارَ إجماعًا.
وعن عائِشةَ ﵂ أَنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ قالَ في مرَضِهِ: «مُرُوا
(١) ذكره البُخاري معلَّقًا (١/ ٢٥٢)، ووصله سعيدُ بنُ منصورٍ في «سننه» (٥/ ٤٠٥)، وابنُ أبي شيبةَ (١/ ٣١٢، ٧/ ٢٢٤)، وعبدُ الرزَّاق في «مصنَّفِه» (٢/ ١١٤)، وقال الحافظُ في تَغلِيقِ التَّعليقِ (٢/ ٣٠٠): «إسناده صحيح». (٢) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: رواه ابنُ خُزَيمةَ في «صحيحه» (٢/ ٥٢)، وابنُ حِبانَ في «صحيحه» (٦/ ٣٢)، وعَنونَ عليه بقَوله: ذِكرُ إباحةِ بكاءِ المرءِ في صلاتِه إذا لم يكن ذلكَ لأسبابِ الدنيا. والإمام أحمد في «مسنده» (١/ ١٢٥).