لا أكاد أجد تعريفًا جامعًا لكل صور القبض، وذلك أن حقيقة القبض تختلف
(١) القبض لغة مصدر قبضه، يقبضه، قَبْضًا، بمعنى: أخذه. وهو خلاف البسط، وصار الشيء في قبضتك: أي في ملكك. وفي أسماء الله تعالى (القابض): وهو الذي يمسك الرزق وغيره من الأشياء عن العباد بلطفه وحكمته، ويقبض الأرواح عند الممات، ومنه الحديث (يقبض الله الأرض ويقبض السماء): أي يجمعها. والقُبْضة: بالضم: الاسم: ما قبضت عليه من الشيء. وبالفتح المرة. وفي حديث حنين، فأخذ قبضة من التراب: هو بمعنى المقبوض، كالغرفة بمعنى المغروف. والقبض: الأخذ بجميع الكف.
وتقبض المال: إعطاؤه لمن يأخذه. وقُبِضَ فلان، أي مات، فهو مقبوضٌ. والقَبْضُ: الإسراعُ، ومنه قوله تعالى: {أوَلَمْ يَرَوْا إلى الطَّيرِ فوقَهمْ صافَّاتٍ ويَقْبِضْنَ} [الملك:١٩]. وقَبَضَ يَدَهُ عنه: امْتَنَعَ عن إمْساكِه ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى {ويَقْبِضُون أَيْدِيَهُمْ} [التوبة:٦٧] أَي عن النَّفَقَةِ وقيلَ: عن الزَّكاةِ فهو قَابِضٌ وقَبَّاضٌ حكاه أَبو عُثمانَ المازِنِيّ، قال: وهو لغة أهل المَدينَة في الذي يَجْمَعُ كلَّ شيء. وقَبَضَهُ: ضدُّ بَسَطَه ويُرادُ به التَّضْييقُ. ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى {والله يَقْبِضُ ويَبْسُطُ} [البقرة:٢٤٥] أَي يُضَيِّقُ عَلَى قَوْم ويُوَسِّعُ عَلَى قَوْمٍ. انظر: النهاية في غريب الحديث (٤/ ٦)، مختار الصحاص (ص: ٢١٧)، لسان العرب (٧/ ٢١٥).