عرفها الكاساني من الحنفية بقوله:«أن يشتركا، وليس لهما مال لكن لهما وجاهة عند الناس، فيقولا: اشتركنا على أن نشتري بالنسيئة ونبيع بالنقد على أن ما رزق الله سبحانه وتعالى من ربح فهو بيننا على شرط كذا»(٢).
وسمي هذا النوع شركة الوجوه; لأن الشركاء يبتذلون وجوههم من أجل
(١) الوجه مفرد وجمعه: وجوه وأوجه، والوجه معروف وقد وَجُهَ الرجل بالضم، أي صار وَجيهًا، أي ذا جاهٍ وقدْرٍ. وأوْجَهَهُ الله، أي صيَّره وَجيهًا، قال تعالى: {وكان عند الله وجيهًا} [الأحزاب: ٦٩] وأوْجَهْتُهُ، أي صادَفْتُهُ وجيهًا. ويقال: هؤلاء وُجُوهُ البَلَدِ ووُجهاؤُهُ، أَي أَشْرافُه. والوَجْهُ: الجاهُ، مَقْلوبٌ منه. انظر تاج العروس (٣٦/ ٥٣٦). وجاء في المصباح المنير: «شركة الوجوه أصلها شركة بالوجوه، فحذفت الباء ثم أضيفت مثل شركة الأبدان أي بالأبدان؛ لأنهم بذلوا وجوههم في البيع والشراء وبذلوا جاههم». انظر المصباح المنير (ص:٦٤٩). (٢) بدائع الصنائع (٦/ ٥٧)، وانظر تبيين الحقائق (٣/ ٣٢٢).