صفة أزلية من صفات الخالق، وحدوثها يتجدد مع أمره للشيء (كن فيكون)، قال تعالى: ﴿إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون﴾ [يس: ٨٢]، والصفات منها أيضا ما اتصف الله جل وعلا به مرة كالاستواء، ومنها ما يتكرر على الكيفية التي يعلمها ﷻ كالنزول.
والله جل وعلا (لم يزل بجميع صفاته وأسمائه، تعالى أن تكون صفاته مخلوقة، وأسماؤه محدثة)؛ أي: لم يزل متصفا بجميع صفاته، ومسمى بجميع أسمائه، فهو الخالق قبل أن يكون مخلوق، والرازق قبل أن يوجد مرزوق، والمحيي والمميت قبل أن يكون أحد من خلقه، تعالى أن تكون أسماؤه محدثة تسمى بها بعد إيجاد خلقه، أو صفاته مخلوقة فتنافي قدسيته في أوليته وآخريته.
• الكلام صفة من صفات الله العظيم، وأنه تعالى كلم موسى تكليما:
• قال المصنف رحمه الله تعالى:
(كلم الله موسى بكلامه الذي هو صفة ذاته، ولا خلق من خلقه، وتجلى للجبل فصار ذكا من جلاله).
الشرح
كما قال في كتابه الكريم: ﴿وكلم الله موسى تكليما﴾ [النساء: ١٦٤] وقال سبحانه: ﴿ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه﴾ [الأعراف: ١٤٣] فالرب هو المتكلم، وموسى المتلقي لكلام الله جل وعلا، فأكد الله في الآية الأولى الكلام بالمصدر المثبت النافي للمجاز، وأنه كلام الله حقا لا غيره، ولا خلق كلامه في غيره، ولا عبارة عن كلامه، بلا كيفية منه بدأ، وإليه يعود، وقد قال بعض المعتزلة الضالين لأبي عمرو بن العلاء - أحد القراء السبعة المشهورين - رحمه الله تعالى: أريد أن تقرأ (﴿وكلم الله موسى﴾) بنصب اسم الجلالة الله، ليكون موسى هو المتكلم لا الله! فقال أبو عمرو: هب أني قرأت هذه الآية